الجمعة، 31 مارس 2017

Review: Philosophy: The Basics

Philosophy: The Basics Philosophy: The Basics by Nigel Warburton
My rating: 4 of 5 stars

احد افضل الكتب للمبتدئين المهتمين بالتعرف الميسر على القضايا الفلسفية المختلفة .


View all my reviews

الموظف المثالي حرامي :


ستيفن دبنر في كتابه الشهير Freakonomics قال ان فيه دراسة أجريت في ولاية" ايوا"  على الناس التي تختلس أموال من عملها ، و بالذات البنوك ، أظهرت ان معظمهم لا يأخذ إجازات مطلقا، حيث يخشى مرتكبو هذا النوع من الجرائم افتضاح امرهم اذا اطلع احد على ملفاتهم .

و كشفت دراسة  اجرتها وحدة التحقيقية في مؤسسة ارنست  يونج الشهيرة ان  قيام الموظفين بإجازات يساعد على تقليل معدلات جريمة التزوير ، و كذلك الكشف عنها حيث تتيح الاجازات الفرصة للمراجعين انهم يفحصوا الأوراق بشكل  اكبر.

و أظهرت ايضا دراسة اجرتهاUS small business Association ان هناك عدة مؤشرات مساعدة تكشف عن احتمال كوّن الموظف مزورا او مختلسا ( ضمن عوامل اخرى بالطبع)، و هي :
not taking vacations, over-protection of workspace, avoiding supervision by working after hours or at home.

أظهرت دراسة اجرتها وول ستريت ان الموظف الذي لا يحصل على إجازات ايضا يؤثر سلبا على الروح المعنوية لبقية الموظفين ، فضلا عن انه لا يتيح الفرص لتفويض السلطات مما يؤثر على كفاءة و تطور العمل .

و لذلك لو لاحظت ان زميلك لا يؤخذ إجازات ، فهذا لا  يعني بالضرورة انه رمز للاجتهاد في خدمة العمل ، فربما يخفي شيئا يخشى افتضاحه.

الاثنين، 27 مارس 2017

Review: Manufacturing Consent: The Political Economy of the Mass Media

Manufacturing Consent: The Political Economy of the Mass Media Manufacturing Consent: The Political Economy of the Mass Media by Noam Chomsky
My rating: 4 of 5 stars

قراءة في كتاب " Manufacturing Consent " لنعوم تشاموسكي
-----------------------
في الدول الديمقراطية يعمل الاعلام كاداة للرقابة على السلطة السياسية ، و يعمل على مد الجمهور بالمعلومات وزيادة وعيه بما يترتب عليه تحسين قدرة الناس على المشاركة بشكل اكبر في العملية السياسية.

اذا كنت تؤمن بذلك ،فأنت واهم ، فالإعلام يصنع موافقتنا،و يخبرنا بما يريد أهل السلطة ان يخبرونا به ، حتى يضمنوا طاعتنا، فما هم الاَلات للبروبجاندا تعمل على مسرح كبير.

هذا ما ورد في كتاب " صناعة الموافقة: الاقتصاد السياسي لوسائل الاعلام " ، لنعوم تشاموسكي، و ادوارد هرمان ، الذي صدرت اول طبعة له في عام ١٩٨٨ ، حيث طرحا " نموذجا للبروبجاندا propaganda "، اي نظرية او إطار تحليلي لشرح أداء وسائل الإعلام الأمريكية، خلال عدد من الأحداث التاريخية الهامة ،من حيث الهياكل المؤسسية الأساسية والعلاقات التي تعمل من خلالها.
الكتاب:https://www.amazon.com/Manufacturing-...

و سوف اكتفي في مراجعتي هذه بشرح النموذج، و الذي يرى ان الخبر او المنتج الإعلامي يمر عبر ٥ مرشحات filters ، و التي من خلالها يتم فلترة الاخبار و المنتجات الإعلامية لتخرج على هوى السلطة و رجال الاعمال ، ويتم صناعة "الموافقة" :-

المرشح الاول : الملكية ownership حيث يمتلك وسائل الاعلام شركات عملاقة هدفها النهائي تحقيق الربح ، و لذلك فانه من مصلحتها العمل بما يضمن تحقيق هذه الأرباح، و هي تسمح فقط بنفاذ المنتجات التي تعظم من ارباحها.

المرشح الثاني : و يتعلق بالمعلنين advertisers و أموال اصحاب الإعلانات و الذي يؤثر دون شك على سياسة و طبيعة منتجات هذه المؤسسات، فلن يسمحوا مثلا بتمرير برنامجا يؤثر سلبا على توزيع احد السلع التي يروّجون لها.

المرشح الثالث ، مصادر الأخبار و المعلومات information sources و المتمثّلة في المسؤولين بالحكومة و هيئات الإحصاء و العديد من المؤسسات الاقتصادية و الاجتماعية و التي تؤثر على صياغة الأخبار ، فهم الذي يقدمون الاخبار و السبق الصحفي، و التصريحات الرسمية و اللقاءات مع الخبراء. و لكل هذا ثمنه الذي ياتي على حساب صدق المعلومة .

المرشح الرابع ، " العين الحمرة " ، flack ، فعندما ترى السلطات ان الخبر او التناول لأي موضوع لا يرضيها تبدأ ماكينة العين الحمرة في التطبيق، من خلال التشكيك في المصادر ، و تتفيه المواضيع و توجيه الاتهامات الشخصية الى الصحفيين و المعدين ، فاذا أردت الخروج عن القطيع فسوف يتم تهميشك، و استبعاد اسمك، و تفقد مصادر معلوماتك و تفقد اخبارك

الخامس ، لصناعة الموافقة ، تحتاج الى صناعة عدو مشترك مثل الشيوعية او الاسلام المتطرف ، الارهاب او المتطرفين . خيال مآتة شبح لتخويف و حشد الرأي العام

الخلاصة ، هذا كتاب تنويري انصح بقرائته، و ان كان يتحدث فقط عن الاعلام الامريكي فما بالك باعلام دولنا في العالم الثالث.
وثائقي:https://youtu.be/AnrBQEAM3rE

View all my reviews

السبت، 25 مارس 2017

حوار مع صديقي " الضابط "



في جلسة حامية مع أصدقاء " الشِلة"،تعرض صديقي ضابط الشرطة لهجوم فظيع من معظمنا بخصوص أساليب الشرطة القمعية التي لا يرضى عنها عدو او حبيب .
قال " الظابط " اسمعوا حكايتي و افيدوني برأيكم يا فلاسفة بلغة مبسطة يمكننا ان نسميها ، تشبها بأهل العلم  ، pop philosophy .

"مجموعة من الإرهابيين قرروا تفجير احد القرى السياحية و قتل جميع ساكنيها.نجح البوليس في القبض على فرد من هذه المجموعة ، وكان عليه ان يعترف بمكان الآخرين  حتى تتمكن الشرطة من القبض عليهم و منع وقوع هذه الكارثة الانسانية. رفض الرجل الاعتراف و لم تنفع محاولات التحقيق من الضغط عليه ، ولم يعد أمامهم الا تعذيبه تعذيبا شديدا مهينا ، بل التهديد باغتصاب  زوجته ، حتى يعترف ، ففعلوا،  و تحت وطئة التعذيب اعترف الرجل ،و تم القبض على الإرهابيين و نجى أهل القرية. 

هل توافقون على التعذيب الذي اهان و امتهن هذا الآدمي ، و ان كان مجرما، حتى ولو كان بسببه تم إنقاذ أهل القرية جميعا؟ 

أجبت ! دعنا نسأل مشايخنا :

لو سألنا شيخنا الجليل " كانت " عن حكمه الاخلاقي على هذه القضية  لأدان تصرف الشرطة لان اي شخص مجرما او بريئا يتمتع بكرامة في ذاته و تستحق انسانيته كل تقديس او احترام في المطلق دون مراعاة لظرف او استثناء ، و احترام إنسانية الشخص واجب منزه عن كل غرض، فلا يطلب لتحقيق المنفعة أو بلوغ السعادة وإنما ينبغي أن يطلب لذاته.

طيب ، يا شيخنا ، انترك أطفال القرية يموتون ؟

يقول عمنا " بينثام " و لفيف تبعه ان العبرة في الحكم اخلاقيا على هذا الموقف تكمن في مدى النفع الذي يعود او يترتب على هذا التصرف .. و دون شك ، فان  نجاة أهل القرية نتيجة رائعة تبرىء " التعذيب و التهديد بالاغتصاب " من شبهة اللا اخلاقية !!

طيب، يا عمنا، و الاغتصاب و التعذيب ؟

اذا ، هل لدى العلم اجابة على هذا بعدما صدعونا أصحابه و فلاسفته بعدم جدوى الفلسفة، بل وأنها هراء بلا قيمة.

و ختاما ،انني لأعرف و انتم تعرفون  ان هذه المعضلة الاخلاقية يسمونها  معضلة " الترولي "، و لا توجد  اجابة مقنعة لِنا جميعا الى الان  و ما  زال صديقي الظابط ينتظر الإجابة المقنعة حول ما الذي يمكن ان يفعله ..

الخميس، 23 مارس 2017

"احمد سبع الليل" و " ادولف ايخمان" ضابط الجستابو



كنت اتمنى ان   " حنا آرندت " الفيلسوفة الامريكية الشهيرة تشوف فيلم البريء قبل ما تألف كتابها  Eichmann in Jerusalem ، لتشاركني متعة المقارنة بين احمد سبع الليل المجند المصري و ايخمان الظابط النازي .

على اي حال، احمد سبع الليل هو بطل فيلم البريء و عسكري الأمن المركزي الذي  شارك في قتل وتعذيب المعتقلين السياسيين لأنهم أعداء الوطن كما افهمه رؤسائه. لكن ظهور احد اصقائه بين المعتقلين مثل صدمة فكرية جعلته يعيد النظر فيما يفعله ، و يرفض الانصياع لأوامر عمياء تجعل منه جلادا أعمي  ، خاصة و ان صديقه هذا لايمكن ان يكون من أعداء الوطن بل هو الذي تعلم على يديه معنى حب الوطن .

اما " ادولف ايخمان" فهو  ضابط  كبير  في " الجستابو"  و المسؤول عن عمليات نقل اليهود بالقطارات و إعدامهم في غرف الغاز، و الذي هرب الى الأرجنتين بعد هزيمة هتلر و اختبأ وعاش في بيونس آيرس حتى نجح الموساد الاسرائيلي في القبض عليه عام ١٩٦٠ ، و تمت  محاكمته في القدس .


حضرت "حنا آرندت"  الفيلسوفة الامريكية الشهيرة   محاكمة " ايخمان" في القدس و سجلت فيها ملاحظتها حول هذا الشخص ، و لغته التي يستخدمها و المبررات التي سوغ بها افعاله .

 قالت " آرندت"  ان  ايخمان مثله كمعظم النازيين في تلك الحقبة فشلوا في رؤية الاشياء من منظور الطرف الاخر، الذين لم يكن عندهم الشجاعة لمناقشة الأوامر او القواعد او النصوص التي بين أيديهم، و كانت جل عبقريتهم في إيجاد افضل السبل لاتباع هذه النصوص او القواعد. لم يكن ايخمان  شيطانا لكنه كان شخصا عاديا ، لم يناقش ابدا ما يقوم به ، فشارك في جريمة من كبرى الجرائم ضد البشرية. 

توضح المقارنة بين الشخصيتين  الفرق بين شخص ناقش التعليمات زي احمد سبع الليل، فخرج من الظلمة الى النور ، و بين ايخمان الذي قبل عن إيمان لا يتزعزع الأفكار و الامور ، فسقط في ظلمة أقذر جرائم التاريخ. 

الحكاية دي مش سياسة فقط لكنها تتعلق بكافة الأفكار و التعليمات و الأوامر التي نتوقف عن مناقشتها ..

صديقي لنكن جميعا " احمد سبع الليل".



الجمعة، 17 مارس 2017

المشاركة الشعبية في العلوم Citizen Science


هناك ملايين من الصور التي يرسلها تلسكوب هابل للمجرات ، و التي لا يتستطيع مجتمع علماء الفلك مطالعتها كلها لتحديد محتوياتها حيث لازال لعقل الإنسان  و عينيه الايد العليا في تصنيف و تفسير الأجسام الفلكية في الصور المتاحة . ولهذا السبب تم إقامة مشروع جالاكسي زوو لتصنيف المجرات، عن طريق موقع خاص له على شبكة الانترنت ، يمكن للأشخاص المشاركة فيه.رابط المشروع : https://www.galaxyzoo.org/

قام المشروع باختيار الاف من هواة الفلك و محبي العلوم في العالم من المدرسين و الطلبة و الهواة للمشاركة في تصنيف المجرات وفقا لمعايير واضحة و محددة يمدون بها المشاركين. و يتم تصنيف المجرات بناءً على الشكل المرئي لها, الى  ثلاث فئات رئيسة هي: الإهليجية، الحلزونية،, وغير المنتظمة.

يقوم المشتركون بتحميل ما يستطيعون تصنيفه ، و نشر تصنيفاتهم على الموقع ، و لقد اشار العديد من علماء الفلك الى ان ما قام به الهواة كان دقيقا و لم يختلف كثيرا عن ما فعله المحترفون.

احد الأمثلة البارزة على فكرة مشاركة المواطن في العلوم فعلا citizen science كانت في اكتشاف معلمة هولندية  لظاهرة فلكية او جُرم سماه العلماء على اسمها، و هو  Hanny's voorwep حيث Hanny اسم المعلمة و voorwerp كلمة هولندية معناها جسم   او شيء .

 موقع المعلمة ( صورة الاكتشاف  ) : http://www.hannysvoorwerp.com/3-voorwerp/

و كانت "هاني" قد لاحظت في احد الصور التي كانت تفحصها وجود جسم أشبه ببقعة حبر خفيفة بجوار احد المجرات ، و قامت بنشره و طرح التساؤل عنه على كافة مدونات الفلك و منتدياته في العالم . و انتبه العلماء لذلك و تبين لهم ان هذا الشكل هو عبارة عن الجزء المنظور من سحابة كونية من الغاز المتأين طولها ٣٠٠ الف سنة ضوئية ربما نتجت عن انفجار نجم ( quasar)من ٢٠٠ الف سنة  .فيديوhttps://youtu.be/RDr6bSB6Vlg

        مثل هذه الجهود لم تكن لتحدث قبل الانترنت ، حيث كانت تقتصر المساهمات على العلماء و المتخصصين . الان نحن و العلماء سواء في إمكانية المساهمة في العلم.

الاثنين، 13 مارس 2017

حرية الإرادة تحت نيران العلم

تعني حرية الارادة ان الانسان يختار بمطلق حريته  طريق ما دون الآخر غير مجبور باي محددات سلوكية مهما كانت، فيستطيع مثلا  ان يمتنع عن الطعام  مهما كان جائعا، و ان يرفض المال مهما كان فقيرا ، اي انه مهما كانت المؤثرات عليه، و التي لا ننكرها، فيمكنه ان يتغلب عليها. 

و يمثل هذا الاختيار "الفعل الذي لا تحكمه عوامل مسبقة " اي غير" المسبب"  uncaused مشكلة امام النموذج العلمي حيث لا يمكن تفسيره علميا، وهو امر لو تعلمون عظيم !

هذا فضلا عن ان عدد من تجارب علم الاعصاب بينت ان المخ يظهر نشاطا لفعل ما قبل ان يعي الانسان أصلا انه سيفعله مثل رفع اليد ، كما لم تبين دراسات الأشعة على المخ اي مكان معين agent  للارادة الحرة ، بل ان احد علماء النيروبيولوجي أشار الى ان المخ لا يختلف عن اي عضو اخر مثل الكبد. 

و ايد هذا الاتجاه العديد من علماء النفس الذين يرجعون السلوك بمجمله الى " المعززات البيئية" دون غيرها و يَرَوْن ان الإرادة الحرة وهما كبيرا. و لا يختلف هذا كثيرا عن راي اصحاب المدارس البيولوجية الذين يرجعون كل شيء الى العوامل الوراثية .

ومع هذا ،فان  إنكار حرية الإرادة بمعنى ان سلوكنا كله يصبح أسير  محددادات سلوكية ( وراثية اجتماعية اقتصادية مادية ) تجعل أمامنا طريق واحد دون خيار هو امر من شانه ان يفقد عالمنا معناه، بل و تفقد حياتنا نفسها معناها.

ناهيك عن ان غياب الحرية لها تبعات  كثيرة على المنظومة الاخلاقية والقانونية فكيف نعتبر المتهم مسؤولا عن جرائمه اذا لم يكن لديه خيار اخر، و كيف نلوم طفلنا اذا رسب في الامتحانات اذا كان في غير مستطاعه ان ينجح ، و كيف نلوم الآباء اذا أخطأوا في تربية اولادهم اذا لم يكن أمامهم خيار اخر. بل كيف نفرق بين المجنون و العاقل و الطفل و الراشد في تصرفاتهم .

وفي رايي ان هذه اشكالية ضخمة جدا علينا ان لا نتسرع كثيرا في الحكم عليها، بل ودعوني أقول  لكم لو لم تكن " الإرادة الحرة " موجودة لوجب اختراعها.

Review: Samarkand

Samarkand Samarkand by Amin Maalouf
My rating: 4 of 5 stars

بناءا على توصية الصديق العزيز " تامر سامي " قرأت هذه الرواية الجميلة سمرقند لأمين معلوف في ترجمتها الانجليزية. تعد هذه الرواية ، و التي
كتبت باللغة الفرنسية أصلا مزيجا من الفن الروائي والبحث التاريخي.. جرت أحداثها في زمن عمر الخيام النيسابوري (القرن الثالث عشر) و وفِي زمن جمال الدين الأفغاني (نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين).
تجد نفسك في المرحلة الاولى تصاحب عمر الخيام في ترحاله من تبرير الى سرقند و لقاءه بنظام الملك ، مرورا بالحشاشين و مؤمرات الملك و الحكم التي مزقت قلب الام ، فتشرب الخمر معه و تستمتع بأشعاره و بخاواته و قصة حبه.
ثم تنتقل لتصاحب " لاسينج" الباحث الامريكي الذي يبحث عن مخطوطة الرباعيات التي كتبها عمر الخيام و ظلت تنتقل من عصر الى اخر ، فتقابل جمال الدين الافغاني للتتعرف على الدور الثوري الذي لعبه هذا الزعيم ، و تسحق بعد ذلك في محاولة ايران النهوض من تخلفها و الخروج من تبعيتها لروسيا و انجلترا ، و إنشاءه دولة برلمانية تحترم الحريات و الحقوق . و لكنها تنتهي بالفشل للاسف الشديد بسبب المؤمرات الروسية .
تتنفس الصعداء و انت ترحل مع الأميرة شرين و لاسيج على ظهر تيتانيك الى امريكا بعد ان حصلا على مخطوطة الخيام . و اخيرا تصددم بالكارثة الكبرى بغرق تيتانيك و نجاة البطل و حبيبته وللاسف الشديد فقدان المخطوطة .
اكتشفت بعد قراءة هذه الرواية جهلنا الشديد هنا في مصر بتاريخ ايران الحديث ، و الذي لا يختلف كثيرا عنا .
رواية رائعة لها ترجمة بالعربي و انصح بقرائتها .

View all my reviews

Review: Nietzsche: Philosophy in an Hour

Nietzsche: Philosophy in an Hour Nietzsche: Philosophy in an Hour by Paul Strathern
My rating: 3 of 5 stars

Just for the busy people . I finished this audiobook in one hour walk.

View all my reviews

الخميس، 9 مارس 2017

Review: The Handmaid's Tale

The Handmaid's Tale The Handmaid's Tale by Margaret Atwood
My rating: 4 of 5 stars

الثيوقراطية و المرأة : قراءة في حكاية الخادمة لمارجريت اتوود
---------------
استعدوا .. انتم الآن تدخلون كابوسا فعليا ، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة:اختفت الولايات المتحدة الامريكية و حل محلها جمهورية " جلعاد"، والحكم الان ليس للجمهوريين ، و لا للديمقراطيين .. الحكم لرجال الدين ..
تحولت معقل الحريات الى ثيوقراطية

مرحبا انتم الان في رواية الخادمة The Handmaid's Tale للكاتبة الامريكية الشهيرة Margaret Atwood، لتشاهدوا معي بعض ملامح هذه الديستوبيا dystopia الكابوسية، دون. التعرض لأحداث الرواية نفسها حتى لا أفسدها عليكم.

اسمحوا لي في البداية ان اقدم لكم البطلة : انها اوفريد ( Offred ) الخادمة في جمهورية " جلعاد وهي دولة شمولية يحكمهارجال الدين.و كلفت الخادمات بما فيهم اوفريد ،بسبب انخفاض معدلات الإنجاب الى مستويات خطيرة نتيجة للتلوث البيئي ،بمهمة الحمل و إنجاب أطفال للعائلات الغنية التي تعاني من العقم. وتخدم اوفريد السيد و زوجته ( سرينا جوي) .

اوفريد ليس اسم الخادمة الأصلي ، و الذي لم تكشف عنه الكاتبة طوال القصة . لكن كل اسماء الخادمات تتكون من " of " متبوعة باسم " السيد" و هو fred في هذه الحالة . حرية هذه الخادمة مثل بقية النساء مقيدة جدا فهي لا تخرج الا لقضاء المشتريات، و لا يمكنها ان تغلق باب غرفتها عليها، و يراقب حركتها البصاصون . و في كل شهر اثناء الفترة المناسبة للحمل منها عند التبويض تُمارس الخادمة الجنس مع السيد دون كلمة او اي إظهار للمشاعر على ان تكون الزوجة ممسكة بها اثناء الممارسة .

في رواية الخادمة ، تتستكشف مارجريت أتوود التوابع التي قد تترتب على حدوث ردة في حقوق المرأة . ففي عالم الكابوس الذي خلقته جيلياد سيطر عالم من المتطرفين الدينيين على الدولة وأعادوا النظام و القوانين والحريات الى ما أسموه " السنن الاصلية " حيث تخضع المرأة كاملا لسلطان الرجل ، ففي جيلياد، النساء ليس لهن صوت انتخابي ، و لا يمكنهن العمل او القراءة ، هن فقط أرحام و مبايض.

اللغة المستخدمة في جلعاد تحتوي على الكثير من المصطلحات الدينية و الإشارات للكتاب المقدس . يطلق على الخدم ( Marthas)، إشارة الى شخصية مماثلة في العهد الجديد، و على الشرطة "حراس الإيمان" ، و على الجنود " الملائكة" ، و الضباط قادة المؤمنين. و لقد استخدمت هذه الألفاظ الدينية لتخفي ورائها ، و تبيض وجوه الديكتاتورية السياسية من خلال الفاظ تعكس التقوى. و تذكرنا هذه اللغة دائما بإصرار مؤسسي هذه الدولة على العمل وفقا لتعاليم الكتاب المقدس. و في الحقيقة هناك تزاوج بين الدين و السياسة حيث ينامان في نفس المخدع، و حيث يرتفع شعار ان " المباركة الربانية مورد أساسي من الموارد القومية للبلاد.

احد الرموز الصادمة بالنسبة لي في هذه الرواية كانت جامعة هارفارد، حيث تحولت هذه الجامعة العريقة ، الا سجن لاعتقال النساء الخارجات عن القانون ، و الذي يديره " البصاصون" المخبرين التابعين للنظام . و تعلق جثث المنشقين على أسوار هذه الجامعة اقصد المركز ، و عمليات " الخلاص" اي الاعدامات الجماعية تتم في ساحة هارفارد على أبواب المكتبة . و أصبحت هارفارد رمزا للعالم الذي حلقته " جيلياد" : مكانا للممارسة القهر و التعذيب بدلا من طلب العلم و المعرفة.

أنتهت القصة بهروب الخادمة دون ان ندري ستنجو ام سيقبض عليها.

قصة مخيفة كابوسية انصح بقرائتها خاصة من محبي الخيال العلمي و الديستوبيا .

View all my reviews

الاثنين، 6 مارس 2017

" وجدنا آباءنا كذلك يفعلون "


وضع علماء النفس ٥ قرود في قفص ، و ادخلوا معهم سلما على قمته سباطة موز. وعندما صعد احدهم لالتقاط موزة ،كما هو متوقع ،ألقى العلماء ماءا مثلجا على رؤوس القرود الاخري. 

مع تكرار التجربة، كان القرود تمنع اي قرد من الصعود و تضربه خشية من قشعريرة الماء المثلج على رؤسها. و في النهاية توقف الجميع عن الصعود.

تم استبدال احد القرود بقرد جديد  لم يتعرض لتجربة الماء المثلج ، و الذي حاول الصعود فقامت القردة الاخري بضربه وسحبه من على السلم . قاموا بذلك دون الحاجة الى دش ماء مثلج .

يوما بعد يوم قام العلماء باستبدال القرود، واحدا تلو الاخر حتى تم استبدالها جميعا، و الغريب ان القردة  استمرت في ممارسة نفس الطقس و ضرب اي قرد يحاول الصعود على السلم لاكل الموز تأثرا فقط بما كان يفعله القردة السابقون ، على الرغم من هذه القرود لم تتعرض لآلام الماء المثلج.

لو سألتهم ،فرضا ،لماذا تفعلون ذلك ؟
لوجدت احد الاجابات التالية
هكذا وجدنا القردة السابقين..
انت مين علشان تسألنا السؤال ده؟
ما شأنك انت؟
ايه فهمك انت في شؤون القرود ؟

هذه القرود مهما حاولت ان تغيرها لن تتغير ، لكن لا تيأس، انتظر ذلك القرد الذي سيهرش في راْسه قائلا " و الله انا مش عارف ليه .. دي حاجة غريبة).

في هذه اللحظة  أمسك هذا القرد بحنان و فهمه .. صدقني الامل فقط في القرد الذي يشك و يسأل !

الأحد، 5 مارس 2017

زوجتك، ومارك زوكربرج، و عبء الاختيار ؟


لفت نظري بالامس بوست جميل كتبه احد الأصدقاء  حول ظهور مارك زوكربرج دائما بنفس الذي : تي شيرت رمادي و بنطلون ، كأن دولاب ملابسه لا يحتوي الا على ثوب واحد. و بالمثل ، كان ستيفن جوبز وباراك اوباما.

و في نفس الوقت اشتكى لي احد اصدقائي من طول الوقت الذي تقضيه زوجته ، خاصة لو كنت او كانت ميسورة الحال بعض الشيء ، في اختيار الملابس التي ستخرج بها الى حضور الحفل الفلاني. قد يصل الى ساعات بل قد ترتب ملابسها قبل ذلك بيوم كامل .

و في مشهد مماثل ، انظر انت ايضا الى ريموت الريسفر في يديك الذي لا يستقر على قناة ، و عدم قدرتك على اختيار شيئا لتشاهده ، رغما عن مئات القنوات المتاحة امام عينيك.

بل و انا نفسي اتذكر ذات مرة انني  عدت دون شراء تلفزيونا من " كارفور " على مدار ثلاث ايام متتالية نظرا لعجزي عن حسم النوع او مواصفات التلفزيون الذي أريده و سط غابة التلفزيونات هناك.

 يطلق علماء النفس على هذه الظاهرة  شلل الاختيار  "  choice freeze or paralysis "، و لقد استفاض في شرحها عالم النفس الامريكي "باري شوارتز" في كتابه " معضلة الاختيار Choice Paradox " حيث أشار الى ان تقليل الاختيارات امام المستهلكين ، يخفف من الضغوط النفسية عليهم ، و يساعدهم على الشراء.

و نظرا لان الوقت من ذهب في نظر مارك و ستيف و اوباما ، فقد تجنبوا هذه الحيرة ، وعملوا على تقليل الوقت الضائع،  و خففوا من العبء النفسي للاختيار نفسه ( descision fatigue).اما زوجتك، فلم تتعلم الدرس بعد.