My rating: 4 of 5 stars
الثيوقراطية و المرأة : قراءة في حكاية الخادمة لمارجريت اتوود
---------------
استعدوا .. انتم الآن تدخلون كابوسا فعليا ، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة:اختفت الولايات المتحدة الامريكية و حل محلها جمهورية " جلعاد"، والحكم الان ليس للجمهوريين ، و لا للديمقراطيين .. الحكم لرجال الدين ..
تحولت معقل الحريات الى ثيوقراطية
مرحبا انتم الان في رواية الخادمة The Handmaid's Tale للكاتبة الامريكية الشهيرة Margaret Atwood، لتشاهدوا معي بعض ملامح هذه الديستوبيا dystopia الكابوسية، دون. التعرض لأحداث الرواية نفسها حتى لا أفسدها عليكم.
اسمحوا لي في البداية ان اقدم لكم البطلة : انها اوفريد ( Offred ) الخادمة في جمهورية " جلعاد وهي دولة شمولية يحكمهارجال الدين.و كلفت الخادمات بما فيهم اوفريد ،بسبب انخفاض معدلات الإنجاب الى مستويات خطيرة نتيجة للتلوث البيئي ،بمهمة الحمل و إنجاب أطفال للعائلات الغنية التي تعاني من العقم. وتخدم اوفريد السيد و زوجته ( سرينا جوي) .
اوفريد ليس اسم الخادمة الأصلي ، و الذي لم تكشف عنه الكاتبة طوال القصة . لكن كل اسماء الخادمات تتكون من " of " متبوعة باسم " السيد" و هو fred في هذه الحالة . حرية هذه الخادمة مثل بقية النساء مقيدة جدا فهي لا تخرج الا لقضاء المشتريات، و لا يمكنها ان تغلق باب غرفتها عليها، و يراقب حركتها البصاصون . و في كل شهر اثناء الفترة المناسبة للحمل منها عند التبويض تُمارس الخادمة الجنس مع السيد دون كلمة او اي إظهار للمشاعر على ان تكون الزوجة ممسكة بها اثناء الممارسة .
في رواية الخادمة ، تتستكشف مارجريت أتوود التوابع التي قد تترتب على حدوث ردة في حقوق المرأة . ففي عالم الكابوس الذي خلقته جيلياد سيطر عالم من المتطرفين الدينيين على الدولة وأعادوا النظام و القوانين والحريات الى ما أسموه " السنن الاصلية " حيث تخضع المرأة كاملا لسلطان الرجل ، ففي جيلياد، النساء ليس لهن صوت انتخابي ، و لا يمكنهن العمل او القراءة ، هن فقط أرحام و مبايض.
اللغة المستخدمة في جلعاد تحتوي على الكثير من المصطلحات الدينية و الإشارات للكتاب المقدس . يطلق على الخدم ( Marthas)، إشارة الى شخصية مماثلة في العهد الجديد، و على الشرطة "حراس الإيمان" ، و على الجنود " الملائكة" ، و الضباط قادة المؤمنين. و لقد استخدمت هذه الألفاظ الدينية لتخفي ورائها ، و تبيض وجوه الديكتاتورية السياسية من خلال الفاظ تعكس التقوى. و تذكرنا هذه اللغة دائما بإصرار مؤسسي هذه الدولة على العمل وفقا لتعاليم الكتاب المقدس. و في الحقيقة هناك تزاوج بين الدين و السياسة حيث ينامان في نفس المخدع، و حيث يرتفع شعار ان " المباركة الربانية مورد أساسي من الموارد القومية للبلاد.
احد الرموز الصادمة بالنسبة لي في هذه الرواية كانت جامعة هارفارد، حيث تحولت هذه الجامعة العريقة ، الا سجن لاعتقال النساء الخارجات عن القانون ، و الذي يديره " البصاصون" المخبرين التابعين للنظام . و تعلق جثث المنشقين على أسوار هذه الجامعة اقصد المركز ، و عمليات " الخلاص" اي الاعدامات الجماعية تتم في ساحة هارفارد على أبواب المكتبة . و أصبحت هارفارد رمزا للعالم الذي حلقته " جيلياد" : مكانا للممارسة القهر و التعذيب بدلا من طلب العلم و المعرفة.
أنتهت القصة بهروب الخادمة دون ان ندري ستنجو ام سيقبض عليها.
قصة مخيفة كابوسية انصح بقرائتها خاصة من محبي الخيال العلمي و الديستوبيا .
View all my reviews
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق