الخميس، 23 مارس 2017

"احمد سبع الليل" و " ادولف ايخمان" ضابط الجستابو



كنت اتمنى ان   " حنا آرندت " الفيلسوفة الامريكية الشهيرة تشوف فيلم البريء قبل ما تألف كتابها  Eichmann in Jerusalem ، لتشاركني متعة المقارنة بين احمد سبع الليل المجند المصري و ايخمان الظابط النازي .

على اي حال، احمد سبع الليل هو بطل فيلم البريء و عسكري الأمن المركزي الذي  شارك في قتل وتعذيب المعتقلين السياسيين لأنهم أعداء الوطن كما افهمه رؤسائه. لكن ظهور احد اصقائه بين المعتقلين مثل صدمة فكرية جعلته يعيد النظر فيما يفعله ، و يرفض الانصياع لأوامر عمياء تجعل منه جلادا أعمي  ، خاصة و ان صديقه هذا لايمكن ان يكون من أعداء الوطن بل هو الذي تعلم على يديه معنى حب الوطن .

اما " ادولف ايخمان" فهو  ضابط  كبير  في " الجستابو"  و المسؤول عن عمليات نقل اليهود بالقطارات و إعدامهم في غرف الغاز، و الذي هرب الى الأرجنتين بعد هزيمة هتلر و اختبأ وعاش في بيونس آيرس حتى نجح الموساد الاسرائيلي في القبض عليه عام ١٩٦٠ ، و تمت  محاكمته في القدس .


حضرت "حنا آرندت"  الفيلسوفة الامريكية الشهيرة   محاكمة " ايخمان" في القدس و سجلت فيها ملاحظتها حول هذا الشخص ، و لغته التي يستخدمها و المبررات التي سوغ بها افعاله .

 قالت " آرندت"  ان  ايخمان مثله كمعظم النازيين في تلك الحقبة فشلوا في رؤية الاشياء من منظور الطرف الاخر، الذين لم يكن عندهم الشجاعة لمناقشة الأوامر او القواعد او النصوص التي بين أيديهم، و كانت جل عبقريتهم في إيجاد افضل السبل لاتباع هذه النصوص او القواعد. لم يكن ايخمان  شيطانا لكنه كان شخصا عاديا ، لم يناقش ابدا ما يقوم به ، فشارك في جريمة من كبرى الجرائم ضد البشرية. 

توضح المقارنة بين الشخصيتين  الفرق بين شخص ناقش التعليمات زي احمد سبع الليل، فخرج من الظلمة الى النور ، و بين ايخمان الذي قبل عن إيمان لا يتزعزع الأفكار و الامور ، فسقط في ظلمة أقذر جرائم التاريخ. 

الحكاية دي مش سياسة فقط لكنها تتعلق بكافة الأفكار و التعليمات و الأوامر التي نتوقف عن مناقشتها ..

صديقي لنكن جميعا " احمد سبع الليل".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق