السبت، 25 مارس 2017

حوار مع صديقي " الضابط "



في جلسة حامية مع أصدقاء " الشِلة"،تعرض صديقي ضابط الشرطة لهجوم فظيع من معظمنا بخصوص أساليب الشرطة القمعية التي لا يرضى عنها عدو او حبيب .
قال " الظابط " اسمعوا حكايتي و افيدوني برأيكم يا فلاسفة بلغة مبسطة يمكننا ان نسميها ، تشبها بأهل العلم  ، pop philosophy .

"مجموعة من الإرهابيين قرروا تفجير احد القرى السياحية و قتل جميع ساكنيها.نجح البوليس في القبض على فرد من هذه المجموعة ، وكان عليه ان يعترف بمكان الآخرين  حتى تتمكن الشرطة من القبض عليهم و منع وقوع هذه الكارثة الانسانية. رفض الرجل الاعتراف و لم تنفع محاولات التحقيق من الضغط عليه ، ولم يعد أمامهم الا تعذيبه تعذيبا شديدا مهينا ، بل التهديد باغتصاب  زوجته ، حتى يعترف ، ففعلوا،  و تحت وطئة التعذيب اعترف الرجل ،و تم القبض على الإرهابيين و نجى أهل القرية. 

هل توافقون على التعذيب الذي اهان و امتهن هذا الآدمي ، و ان كان مجرما، حتى ولو كان بسببه تم إنقاذ أهل القرية جميعا؟ 

أجبت ! دعنا نسأل مشايخنا :

لو سألنا شيخنا الجليل " كانت " عن حكمه الاخلاقي على هذه القضية  لأدان تصرف الشرطة لان اي شخص مجرما او بريئا يتمتع بكرامة في ذاته و تستحق انسانيته كل تقديس او احترام في المطلق دون مراعاة لظرف او استثناء ، و احترام إنسانية الشخص واجب منزه عن كل غرض، فلا يطلب لتحقيق المنفعة أو بلوغ السعادة وإنما ينبغي أن يطلب لذاته.

طيب ، يا شيخنا ، انترك أطفال القرية يموتون ؟

يقول عمنا " بينثام " و لفيف تبعه ان العبرة في الحكم اخلاقيا على هذا الموقف تكمن في مدى النفع الذي يعود او يترتب على هذا التصرف .. و دون شك ، فان  نجاة أهل القرية نتيجة رائعة تبرىء " التعذيب و التهديد بالاغتصاب " من شبهة اللا اخلاقية !!

طيب، يا عمنا، و الاغتصاب و التعذيب ؟

اذا ، هل لدى العلم اجابة على هذا بعدما صدعونا أصحابه و فلاسفته بعدم جدوى الفلسفة، بل وأنها هراء بلا قيمة.

و ختاما ،انني لأعرف و انتم تعرفون  ان هذه المعضلة الاخلاقية يسمونها  معضلة " الترولي "، و لا توجد  اجابة مقنعة لِنا جميعا الى الان  و ما  زال صديقي الظابط ينتظر الإجابة المقنعة حول ما الذي يمكن ان يفعله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق