الاثنين، 21 أغسطس 2017

نظرية الالعاب:صيد الغزال على سور الأزبكية Stag hunt dilemma



ذهبت الى سور الأزبكية فوجدت احد الباعة يفرش كومة ضخمة من الكتب على الارض معلنا بصوت عالي عن تخفيض كبير.التقطت حزمة ضخمة من الكتب ثم انتصبت واضعا اياهم على السور ، لانتقي  ما اريد ثم أعيد الباقي . 

كررت هذه العملية ٣ مرات فشعرت ان ظهري يصرخ من الالم ، و ادركت انه لن يمكنني فحص اكبر عدد من الكتب بهذه الطريقة،وليس امامي الا ضياع الفرصة او   الم الظهر.

لمحت رجلا بجواري يفحص الكتب بشكل مماثل ، فرأيت  انه ربما يمكنني الاستفادة من هذا الوضع دون الدخول في شروح  معه فعادة ما يميل عشاق الكتب للخصوصية و يرفضون اي فضول.

احضرت مجموعة من الكتب و اخترت ما اريد ثم عرضت الباقي  علي الشخص الاخر ليختار ما شاء ، و من ثم وفرت عليه " انحناءة ظهر ". 

كان هناك احتمالان لردة فعله اما (١) " التعاون ( كتبي  مقابل كتبه )  حيث ينظر في مجموعتي كتبي  و يختار ما يريد ، و يعطيني في المقابل ما تبقى من مجموعته لاختار ما اريد ..و هكذا نكون فحصنا عدد اكبر من الكتب بجهد اقل.
او (٢): عدم التعاون deflect ( كتبي مقابل تجاهله )   ، و الاستفادة فقط من الفرصة الصغيرة التي منحتها له . و في هذ الحالة لن أكرر العرض.

لحسن الحظ، التقط الشخص الفرصة و تعاون ، و كررنا العملية بضع مرات.. الى ان تكاسل في احد الأدوار ( deflect )، فعاقبته و امتنعت عن أعطاه مجموعتي ( deflect ) .. فشعر بعقابي له  فلم يكررها في المرة القادمة، حيث تيقن ان التعاون افضل ، و ان الشخص المقابل يثق فيه.

تشبه هذه الحكاية احد المعضلات الاساسية في نظرية الالعاب : معضلة صيد الغزال stag hunt dilemma ، الذي قصها علينا جان جاك روسو ،  وفيها يمكن لمجموعة الصيادين أن تحظى بصيد غزال ضخم اذا تعاون أفرادها معا. ومع ذلك قد يختار بعض الأفراد مطاردة أرنب  مفضلين العمل الفردي والربح الأصغر.

و ربما يصعب علاج هذه المعضلة  الا  في حالة تكرار حملات الصيد، فيتم حرمان " غير المتعاون " من الخروج للصيد ، فان أراد المشاركة في المرة التالية قبلت مشاركته فان تعاون فاز بنصيبه من الغزال ، فان فر مرة اخرى بحثا عن الارنب ، يحرم من الصيد ، و هكذا حيث يتم تعزيز علاقة التعاون .

و الخلاصة ، ابدا ببناء الثقة، فان تخاذل الطرف الاخر ، فعاقبه بنفس القدر ، فان عاد للتعاون تعاون معه ، حتى تتعزز الثقة المتبادلة ، و تستقر العلاقة التعاونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق