يشعر علماء الاقتصاد انهم قادرون على علاج كل المشاكل من خلال اليات السوق و نظام الحوافز . و ما هذا الى غرور اثبتت الأحداث فشله كما توضحه الأحداث التالية :
عانت احد مدارس الأطفال الشهيرة من ظاهرة تأخر الآباء عن موعد اصطحاب اولادهم الى منازلهم عقب انتهاء اليوم الدراسي. و ترتب على ذلك دائما بقاء احد المدرسين مع الأطفال حتى ياتي آبائهم، و هو الامر الذي مثل إزعاجا كبيرا للمدرسين .
نصح احد رجال الاقتصاد المدرسة بتطبيق مقدار من الغرامة على الآباء الذين يتأخرون.
جاءت النتيجة مخالفة لجميع التوقعات فقد ازدادت حالات التأخير ، فبعد ان كان الآباء يشعرون بالذنب عند تأخرهم لما يلحقونه من ضرر نفسي على المدرسين و الاولاد فكانوا يحاولون عدم التأخير من وقت لآخر، باتوا يتأخرون بشكل أكبر دون اي شعور بذنب. و تحول مفهوم غرامات التأخير الرادعة من فكرة العقوبة الى فكرة " ثمن " يدفعه الآباء مقابل تأخيرهم.
و الى جانب تبيان فشل نظام الحوافز في تصحيح السلوك البشري ، فان فكرة التحول المشار اليها تبين اثر أفكار السوق على العديد من التصرفات البشرية حيث جردت تصرفات الآباء من اي بعد اخلاقي و قيمي يقدر احتياجات المدرس الاجتماعية و النفسية ، و حولتها الى سلعة يدفع ثمنها.
( نقلا بتصرف عن كتاب مايكل سنادل :
What money cannot buy, the moral limits of the Market )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق