الخميس، 27 أبريل 2017

وطي صوتك الجنين بيسمع


ما تزعقشي لمراتك ابدا   و هي حامل في الأشهر الاخيرة، علشان ابنك لما يتولد ما يطلعشي عينيك !
و أنتِ اسمعي موسيقى و بلاش زعيق ، علشان ابنك ما يطلعشي عينينا احنا لما يكبر!

دي  مش نصيحة جوفاء ،  فلقد اثبتت عدة تجارب نفسية ان  الأطفال يتذكرون  الأصوات التي سمعوها وهم في أرحام امهاتهم اثناء الثلاثة  اشهر الاخيرة من الحمل:

١-في عام ١٩٦٨ : كانت الأمهات تقرأ فقرة معينة من كتاب دكتور "سوس" بشكل  يومي طوال الثلاثة شهور الاخيرة من الحمل. و بعد الولادة  ، تم اعادة تشغيل هذه الفقرة من خلال تسجيل ليستمع اليها الأطفال الرضع مع إعطاء الطفل بزازة لبن  اثناء التجربة. و تبين ان الأطفال يتوقفون عن الرضاعة ( المص)  عند سماعهم هذه الفقرة بالذات دون اي فقرة اخرى. ( DeCasper and M.J.Spence, Prenatal Maternal Speech influences Newborns'Perception of Speech Sounds',  ( 1986))

(٢) في عام ١٩٨٨ : لاحظ علماء النفس انجذاب الأطفال الرضع الى موسيقى احد مسلسلات الشهيرة التي تذاع في التلفزيون الامريكي، و التي كانت الأمهات يتابعونها بانتظام ، و إظهار نوع من القلق او الترقب في موعد هذا المسلسل كل يوميا، كأنه نوع من الادمان.
( P.G. Herper, Fetal Soap addiction", the lancet , 1988)

لهذا على الآباء و الأمهات الحذر من الأصوات حول الام اثناء الثلاثة اشهر الاخيرة ، فان ما يسمعه الطفل سوف يؤثر على ادراكه و مزاجه النفسي عندما يولد وعندما يكبر.

الاثنين، 17 أبريل 2017

ارحموا البنات

يبدو ان البنات في سن المراهقة اكثر عرضة  لبعض الامراض النفسية من باقي أفراد المجتمع ، فأغلب حالات الهيستريا الجماعية كانت من بنات في المدارس الثانوي.

و تعرف هذه الظاهرة Mass psychogenic illness (MPI)على انها ظهور مفاجيء لأعراض جسدية دون سبب عضوي على أكثر من فرد من المجتمع  .

و ظهرت اغرب حوادث الهيستريا الجماعية في تنزانيا عام ١٩٦٢حيث اندلعت موجة من الضحك والصراخ في احد مدارس البنات و انتشرت في القرية وانتقلت الى عدة قرى عديدة، وا ستمرت نحو ٥ - ٦ اشهر. و أسمى العلماء هذه الظاهر ة " وباء  طانجنيكا للضحك".

و في الضفة الغربية ظهرت حالات إغماء جماعي بين البنّات في المدارس بصورة كبيرة في  عام ١٩٨٣.

و في مصر ايضا شهدنا حالات إغماء  مماثلة في مدارس البنات، و ايضا حالات إسهال و قيء ، و بفحصها تبين عدم وجود أسباب عضوية لها.

لهذا ، يا ريت الناس  تخفف من ضغوطها على البنات في سن المراهقة لأنه نتيجة للتغيرات الفيزيولوجية الكبرى التي يمرون بها يصبحون اكثر حساسية لضغوط المجتمع .
ارحموا البنات .


الاثنين، 10 أبريل 2017

Review: What Money Can't Buy: The Moral Limits of Markets

What Money Can't Buy: The Moral Limits of Markets What Money Can't Buy: The Moral Limits of Markets by Michael J. Sandel
My rating: 4 of 5 stars



ابتكرت أسواق المال منتجات لم يحلم بها الجن الأحمر نفسه. على سبيل المثال، يقوم المريض بمرض خطير مثل الإيدز مثلا ببيع وثيقة التأمين على حياته الى شركة استثمار في الأوراق المالية مقابل مبلغ نقدي اقل بالطبع من قيمة التأمين ، و تقوم الشركة بسداد الاقساط . و تحصل الشركة المستثمرة على قيمة الوثيقة في حالة وفاة المؤمن عليه او يمكن بيعها الى مستثمر اخر بهامش ربح . و قامت ايضا أسواق المال بتجميع هذه الوثائق في صناديق تصدر بضمنها سندات . و هكذا نشأت سوقا ماليا للموت كما يسمونه في الولايات المتحدة. و تسمى هذه السوق سوق الviaticals.

و لا يرى رجال الاقتصاد بأسا في هذه المعاملات، فمن حق المؤمن عليه ان يبيع وثيقة التامين الخاصة به لانها احد ملكياته. و لا يقع هناك ضررا على الأحد ، بل ان كلا الطرفين المستثمر و المؤمن عليه افضل حالا بهذه المعاملات ، فقد استطاع " المؤمن عليه اكتساب بعض الأموال " ، كما حقق المستثمر ربحا ، و ان كان نتيجة موت المؤمن عليه. ودارت اموالا كثيرة أمكن استخدامها في القيام بأنشطة اقتصادية اخرى.

اما فلاسفة الاخلاق و المفكرين فيرون ان مثل هذه السوق و التي في جذورها تمثل رهانا على الوقت الذي يموت فيه الشخص تؤدي الى تغيير في القيم الانسانية التي يجب ان يتخلى بها الناس ، ففكرة الرهان على موت شخص ما، و ارتباط ما يعود على المستثمر من أرباح بوفاة الشخص تؤدي بشكل غير مقصود الى إهانة قيمة كرامة الحياة الانسانية ، و الفرح لموت الناس بدلا من مشاركتهم أحزانهم.

هذه احد الأفكار التي تناولها مايكل سنادل في كتابه what money cannot buy ، و الذي احتل قائمة النيو يورك تايمز للكتب الأكثر مبيعا . وناقش ساندل فيه احد اصعب الاسئلة الاخلاقية في زماننا المعاصر و المتعلقة بأثر اليات السوق على القيم الانسانية.

ولقد اشار ساندل الى انه في العقود الاخيرة زاحمت قيم السوق القيم "غير السوقية" في كل درب من دروب الحياة، و بدون ان ندري انزلقنا من اقتصاد سوقي ( يحكمه اليات السوق )الى مجتمع سوقي ( يحكمه ايضا مبادئ السوق) .

و اذا كان ساندل قد أوضح في كتابه العدالة ، و الذي احتل قائمة المبيعات في العديد من دول العالم القضايا الاخلاقية العويصة التي نواجهها في حياتنا اليومية ، فانه في كتابه الحالي يثير نقاشا كبيرا يفتقر اليه عصرنا الذي تقوده عجلة السوق: وهو ما هو دور الاسواق في المجتمع الديمقراطي ، و كيف نمنع من تحويل قيمنا الانسانية.

و لقد قدم ساندل العديد من الأمثلة التي تبرهن على فكرته الى درجة قد تدفعك احيانا الى ان تصرخ و الله يا فيلسوفنا خلاص انا فهمت ، و لكن حلاوة اسلوب ساندل و قدرته البلاغية تجعلك تستمر دون كلل و بمزيد من المتعة. ولم يدعو ساندل الى التخلى عن مباديء الاقتصاد الحر فهو من أشد مؤيديه ، و لكنه دعا الى ضرورة انخراط المجتمع و رجال الاقتصاد و المفكرين في مناقشة اثار السوق على القيم لتفادي تتدهو قيمنا الانسانية السامية .

و على الرغم من النقد الشديد الذي وجهه ساندل لتغلغل السوق في مجتمعنا، و اقتناعنا بحججه الواضحة و الدقيقة، الى انه لم يقدم بديلا غير سوقي للعديد من المشاكل التي طرحه، بديلا يتسم بالعدالة و لا يؤدي الى افساد قيمنا الاجتماعية.

وختاما هو كتاب رائع من اعظم مدرس فلسفة شهدته هارفارد أوصي بقراءته، خاصة المهتمين بالاقتصاد.

View all my reviews

الأربعاء، 5 أبريل 2017

اخلاق للبيع


يشعر علماء الاقتصاد انهم قادرون على علاج كل المشاكل من خلال اليات السوق و نظام الحوافز . و ما هذا الى غرور اثبتت الأحداث فشله كما توضحه الأحداث التالية :

 عانت احد مدارس الأطفال الشهيرة  من ظاهرة تأخر الآباء عن موعد اصطحاب اولادهم الى منازلهم عقب انتهاء اليوم الدراسي. و ترتب على ذلك دائما بقاء احد المدرسين  مع الأطفال حتى ياتي آبائهم، و هو الامر الذي مثل إزعاجا كبيرا للمدرسين .

 نصح احد رجال الاقتصاد المدرسة بتطبيق مقدار من الغرامة على الآباء الذين يتأخرون.

جاءت النتيجة مخالفة لجميع التوقعات فقد ازدادت حالات التأخير ، فبعد ان كان الآباء يشعرون بالذنب عند تأخرهم لما يلحقونه من ضرر نفسي على المدرسين  و الاولاد فكانوا يحاولون عدم التأخير من وقت لآخر، باتوا يتأخرون بشكل أكبر دون اي شعور بذنب. و تحول مفهوم غرامات التأخير الرادعة من فكرة العقوبة الى فكرة " ثمن " يدفعه الآباء مقابل تأخيرهم.

و الى جانب تبيان فشل نظام الحوافز في تصحيح السلوك البشري ، فان فكرة  التحول المشار اليها تبين اثر أفكار السوق على العديد من التصرفات البشرية حيث جردت تصرفات الآباء من اي بعد اخلاقي و قيمي يقدر احتياجات المدرس الاجتماعية و النفسية ، و حولتها الى سلعة يدفع ثمنها.
( نقلا بتصرف عن كتاب مايكل سنادل : 
What money cannot buy, the moral limits of the Market )


الثلاثاء، 4 أبريل 2017

العلاج بالكتب Bibliotherapy

 ظهر اسلوب العلاج بالكتب  بشكل رسمي عام  ١٩١٦ عندما بدأت  بعض  المستشفيات و المدارس الطبية في امريكاو بريطانيا في  استخدامه.و يعني هذا المصطلح استخدام الكتب لمساعدة الناس على مواجهة أزماتهم النفسية .
و في عام ٢٠٠٧ أسس الفيلسوف الشهير الان دي بوتون ، صاحب كتاب تعازي الحياة، "مدرسة الحياة" في لندن  بهدف تنمية الذكاء و تنقية مشاعر الناس عن طريق الثقافة .

و شملت هذه المدرسة خدمات العلاج بالكتب من خلال الجلسات المباشرة او عن طريق ال سكايب للتعرف على المشاكل التي يعانيها الشخص ( من الحزن، القلق، الخوف ، الى  التهيئة النفسية للتقاعد او تغيير الوظيفة، حتى البحث عن معنى للحياة و الوجود ).و عقب  ذلك يصفون قائمة بالكتب التي تثري مشاعر هؤلاءالناس و تلهمهم بالافكار  ، و التي تخاطب نوعية المشاكل او القضايا التي يعاني منها الشخص.

و على الرغم من ان الاخصائيين النفسيين  الذين يستخدمون هذا الاسلوب يصفون كتبا في الشعر و الفلسفة و العلم ، الا ان اغلب القوائم  تسودها القصص و الروايات . و تتسم الروايات بأثر علاجي  اعلى لانها تعزز من قدرتنا على التعاطف مع الاخرين و من ثم تصور انفسنا في مكانهم و  اعادة التامل في مشاكلنا و همومنا .

و يساعد كل هذا على تفهم ما نعانيه من مشاكل و و تحديد حجمها بشكل اكثر واقعية و إيجاد حاول لها او على الأقل تقبلها بتسامي و دون الام.

و يستخدم هذا العلاج حاليا في بعض حالات الاكتئاب و الهلع ، و المشاكل السلوكية للأطفال، و يصل الى أقصى درجة من الفاعلية عندما يصاحبه علاجا سلوكيا .