My rating: 4 of 5 stars
تكشف الرواية عن حال المثقفين المصريين في الستينات و السبعينات و الثمانينات من خلال غرزة الحشيش في شارع معروف بما يذكرك بعوامة نجيب محفوظ في روايته " ثرثرة فوق النيل" ،ً لكن شخصيات خيري شلبي ؟و بالأحرى حكاياته اكثر تعقيدا و التفاف. تجمع الغرزة المهندس و الأديب و الممثل و الصحفي و الموظف و الشاعر و غيرهم حيث كان يقوم بخدمتهم " صلاح هيصة" . يمثل صالح هيصة الانسان المصري البسيط الضائع الذي يضم بين جوانحه نبلا وعزة و كرامة ، و فلسفة بسيطة تدمع الدنيا و أحداثها بالعبثية و اللامعقولية.
مثلت حكايات شخصيات الغرزة شهادة على العصر الذي بدأ بثورة يوليو بأحلامها الواسعة ، مرورا بهزيمته ١٩٦٧ ، و اتفاق إطلاق النار ثم حرب أكتوبر و التي سرق الفرح منها سياسة الانفتاح و ارتفاع الأسعار، ثم ضربت مصر اللطمة الكبرى .
كانت زيارة الرئيس السادات الى القدس كالزلزال في قلوب ابطال الغرزة ، و الذين لم يصدقوا عيونهم عندما تم توقيع اتفاقية السلام كان شيء لم يكن.
ثار صالح هيصة وخرج يصرخ في الطرقات ضد التطبيع و السادات في شجاعة و جرأة لم يمتلكها كل من أحاطوا به من مثقفي الغرزة.
تعرض هيصة للضرب و اختفى ثم وجوده ميتا بعد ذلك.
تملك جميع أفراد الشلة الحزن الشديد لموت هيصة و الحقيقة ان جميع أفرادها كان فيهم جزءا من صالح هيصة ، او كان صالح هيصة قدجمعهم جميعا في شخصه وزاد عليهم. ، ولعل تعبيره الشهير يعبر عن فلسفة عبسية ساخرة :
"ربنا خلق الدنيا هيصة! وخلق فيها بني آدم هيصة! كل واحد في هيصة!.. بيعمل هيصة! عشان يلحق الهيصة، ويا يلحق يا ما يلحقش!.. وكلهم كحيانين!.. بس كل واحد كحيان بطريقة!.. وأنا ملك الكحيانين!.. عشان كحيان بكل الطرق».
رواية جميلة من الحكاء الأكبر في مصر ، و علم ادبي يستحق القراءة.
View all my reviews
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق