الثلاثاء، 21 فبراير 2017

لماذا لا تذهب الى الطبيبة او المحامية وانت مؤمن ان "ما فيش فرق بينها و بين زميلها" -


الناس بتعمل حاجات كتير مجنونة: تلاقي واحد بيتفرج على ماتش كورة و بيصرخ على لاعب  او ينادي على المدرب ، و هو متأكدانه مش هيسمعه. و تحس بالرعب ،وانت عارف انه مجرد  فيلم سينما   ، و المشهد اكيد مش حقيقي، او تبكي لما البطل يموت وانت عارف ان هذا شيء خيالي .  ساعات تمسك الخشب او تسمي بالله على شيء ، وانت أصلا لاتؤمن بالحسد.
و في الحقيقة انت عارف ان كل ده مش حقيقي، لكن مشاعرك لا تبالي.

تندرج هذه التصرفات  أو ردود الأفعال تحت ظاهرة يسمونها في علم النفس (alief): وتعني رد الفعل او التصرف اللي بيكون عكس معتقداتك و فكرك. أصل هذه  الكلمة من كلمة belief بالانجليزية وتعني " معتقد " ، و من هنا جاء اشتقاق كلمة " alief" ، اللي انا مش عارف ترجمتها. و قد كتب عالم النفس الشهير بول بلووم ان ال alief يعني ان عقولنا في بعض الأحيان  تتجاهل الفارق بين الأحداث التي نعتقد انها حقيقة و بين الاخرى الخيالية .

اول من طرح مفهوم ال alief كانت الدكتورة " تامار جندلر" استاذ الفلسفة و علم النفس بجامعة يال الامريكية ، في بحث حول التفرقة العنصرية في عدد من المجتمعات الامريكية . و كشف البحث عن ان التفرقة العنصرية ضد السود متغلغلة بشدة في هذه المجتماعات دون ان يدري أفرادها او يكونوا على وعي بها ، على الرغم ان معظمهم من أشد المؤمنين بالمساوة و حقوق الانسان. و لقد انعكس ذلك في اختيار الموظفين مثلا او السكن حيث كان يرفض البيض ،دون ان يكونوا مدركين للاسباب من وراء ذلك، تسكين او تعيين السود.

تساعدنا هذه الظاهرة في فهم كثير من التصرفات الاجتماعية الخطيرة في مجتمعنا.  على سبيل المثال ، تجد  شخص من المؤمنين جدا بمبدأ المواطنة لكنه يشعر بعدم الراحة اذا قدم له احد المسيحيين طعاما يأكله او أراد ان يسكن عنده  ، و تجد ايضا  ان شخصا من المؤمنين بمباديء المساوة بين المرأة و الرجل ، و يتردد كثيرا في الذهاب بزوجته الى طبيبة و ليس طبيب.

 دون شك ان فهمنا وادراكنا لهذه النوعية من الانحيازات او المغالطات العقلية قد يساعدنا في التأني في اتخاذ الكثير من القرارات مما يمكننا من تلافي اثارها الخطيرة على التصرفات الاجتماعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق