لماذا لا نصدق العلم : اوهام تمارين Brain Age

في عام ٢٠٠٣، كشف دكتور يوتا كاواشيما عالم الاعصاب الياباني الشهير عن مجموعة من التمارين او الألعاب الالكترونية اسماها Brain Age التي من شأنها تحسين القدرات العقلية (مثل التمارين الرياضية البدنية) لدى الانسان و تبطيء من تدهور قدراته الإدراكية التي تصاحب كبر السن.

التقطت شركة ناينتدو هذه الفكرة و قنوات التلفزيون و العديد من المدارس ، و خلقت صناعة من ورائها بمليارات الدولارات جعلت من د. كاواشيما نفسه مليارديرا. كان يدعم هذه الألعاب عدد من التجارب التي اثبتت حدوث تحسنا في الأداء العقلي ، الا ان هذه التجارب كانت تفتقد عددا من العناصر التي تجعل منهما تجربة علمية صارمة و محكمة. 

في ٢٠١٠ قامت الBBC مع جامعة كامبريدج و فريق اخر من الباحثين بعمل تجربة على نطاق واسع تلتزم بقواعد ضبط التجارب العلمية الصارمة، و شملت التجربة ١١٣٤٠ مشترك، و استمرت لمدة ٦ أسابيع . وبينت التجربة عدم حدوث اي تحسن من هذه الالعاب على مستوى القدرات العقلية العامة مثل الذاكرة و التذكير و التفكير المنطقي ، و لكن ما يحدث هو تحسن المهارات التي يتم التدريب عليها ، فاذا كنت تدرب على حل " السودكو" او الكلمات المتقاطعة  لمدة ساعة يوميا فسوف يتحسن أدائك فقط في هذه الللعبة .

مع هذا لازالت الصناعة مزدهرة  و الناس تضع أعمالا كبيرة على هذه الالعاب لمواجهة وحش الزهايمر ، و تتجاهل نتائج الابحاث العلمية الصارمة . و في الواقع ان قناعة الناس بان هناك قدرات عقلية كامنة لدى كل شخص يمكن اطلاقها و تحسينها ( خرافة اننا نستخدم ١٠٪‏ فقط من قدراتنا العقلية) فضلا عن حملات الدعاية و و التي شارك فيها نجوم كبار مثل نيكول كايدمان ، جعلت الذين يمارسونها يشعرون وهما بان هناك تحسنا، و يخلطون احيانا بين علاقة الإقتران correlation و السببية.

الدراسة

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2884087/#__abstractid564380title