قصة " الإشارات و الرموز " للكاتب المبدع فلادمير نابكوف قصة مثيرة للفكر و الخيال ..
ابطالها الرئيسيون الأب و الام و الابن المريض الذي اوداعاه في احدى المصحات العقلية، و أحداثها الاساسية هي قيامهما بالزيارة السنوية للابن للاحتفال بعيد ميلاده.
لفت نظري اثناء قراءة هذه القصة الحالة المرضية التي تعانيها شخصية الابن و هي حالة متقدمة اسماها أطباء المصحة referential paranoia و هي نوع من انواع " فصام الشخصية" . يعتقد المريض ان كل ما يحدث حوله من احداث طبيعية او بشرية تدور حوله و تحيك له المكائد.
كان الابن يشعر ان السحب تتبادل الرسائل حول حياته و تخبر الكواكب الاخرى بتحركاته ، و تهمس الأشجار فيما بينها بأدق خصوصياته .. صفحات الجرائد ايضا تخفي ورائها رسائل و معاني كامنة ضد نبوغه و إنجازاته ..
حتى الحروب و البراكين و الزلازل تثور لتفضح خططه و تفسد مشاريعه..
دائرة من الاشرار تضم البشر و الطبيعة تحيط بحياة هذا المسكين..
كنّا جميعا ندرك ان معانة الابن لم تكن فقط نتيجة مرضه و لكن كانت في المؤسسة التي أودع بها و الأشخاص و الأطباء الذين يحيطون به .
جميعا كنّا نعلم حتما ان محاولاته للانتحار في النهاية ستنجح ، و ربما يحرق المصحة نفسها .... لكننا آثرنا الدعة و التسويف و قررنا ان لا نفعل شيئا .
الغريب و بعد أعوام من قراءة هذه القصة لازالت شخصية الابن تطاردني بعنف كلما شاهدت التلفزيون المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق