الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

" الإشارات و الرموز"


قصة " الإشارات و الرموز " للكاتب المبدع  فلادمير  نابكوف قصة مثيرة للفكر و الخيال  ..
 ابطالها الرئيسيون الأب و الام و الابن المريض الذي اوداعاه في احدى المصحات العقلية، و أحداثها الاساسية هي قيامهما بالزيارة السنوية  للابن للاحتفال بعيد ميلاده.

لفت نظري اثناء قراءة هذه القصة الحالة المرضية التي تعانيها شخصية الابن  و هي حالة متقدمة اسماها أطباء المصحة referential paranoia و هي نوع من انواع " فصام الشخصية" .  يعتقد المريض  ان كل ما يحدث حوله من احداث طبيعية او بشرية تدور حوله و تحيك له المكائد.

كان الابن يشعر ان السحب تتبادل  الرسائل حول حياته  و تخبر الكواكب الاخرى بتحركاته ، و تهمس الأشجار فيما بينها بأدق خصوصياته .. صفحات الجرائد ايضا تخفي ورائها رسائل و معاني كامنة ضد نبوغه و إنجازاته ..
حتى الحروب و البراكين و الزلازل تثور لتفضح خططه و تفسد مشاريعه..
دائرة من الاشرار تضم البشر و الطبيعة تحيط بحياة هذا المسكين..

كنّا جميعا ندرك ان معانة الابن  لم تكن فقط نتيجة مرضه و لكن كانت في المؤسسة التي أودع بها و الأشخاص و الأطباء الذين يحيطون به .
جميعا كنّا نعلم  حتما ان محاولاته  للانتحار في النهاية ستنجح ، و ربما يحرق المصحة نفسها .... لكننا آثرنا الدعة و التسويف و قررنا ان لا نفعل شيئا .

الغريب و بعد أعوام من قراءة هذه القصة  لازالت شخصية الابن تطاردني بعنف كلما شاهدت التلفزيون المصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق