السبت، 17 سبتمبر 2016

معضلة "الفراخ" و ألاعيب المحامين


"اما ان تصطدم  سيارتك بسيارته ، او تنحرف و تترك له الطريق" 
لعبة حقيرة يمارسها بعض السائقين على الغلابة امثالنا  يراهن فيها على خوف الاخر على سيارته.
في أمريكا يلعبون لعبة مماثلة يسمونها " مبارة الفراخ" - و الفراخ في لغتهم العامية تعني " جبان" - حيث يقود شابان سيارتهما وجها لوجه بسرعة كبيرة  فاذا افسح احدهما للاخر خشية التصادم أطلقوا عليه لفظوفرخة او جبان . و يمكن للطرفين  ان يقررا الانحراف  معا تجنبا للصدام ، او يقررا البقاء على نفس الطريق حتى يصطدمان و قد يخسران حياتهما في سبيل وصفهما بالشجاعة و الرجولة .. 
اللعبة دي خسارتك فيها يعني انك " فرخة" و فوزك قد يعني موتك ..

و يسمى علماء " نظرية الألعاب " مثل هذه المواقف بمعضلة الفراخ .. Game of chicken حاجة مشابهة مع قدر من الاختلاف مع معضلة السجين الشهيرة .
يستفيد مِن حكاية خوف او جبن الطرف الاخر مجموعة من الأشخاص او المحامين  محترفو قضايا التعويضات او القضايا التافهة .

و تبدأ القصة برفع احد المحامين لقضية تافهة على احد الشركات او البنوك الكبرى و عادة ما تكون ضد رئيس الشركة .. و تدخل القضية  في مراحل التقاضي و الاستدعاءات و الاستجوابات و المراسلات .
و على الرغم من ان الشركة تكون في اغلب الأحوال  على يقين من ان احتمال فوزها بهذه القضية  كبير جدا لكنها تقرر الانسحاب و تسوية الموضوع خارج نطاق المحاكمة ..
و ترى  الشركة انه حتى لو ربحت القضية فقد لحقها ضرر كبير اعلاميا و ضاع  وقت مسؤوليها ، و تحملت نفقات ضخمة . و لهذا  ترى الشركة " ان راحة دماغها اهم حاجة" و تقوم  بتسوية الموضوع مع هذا المحامي مقابل مبلغ من المال.    
و في المقابل يرى المحامي حتى انه لو خسر القضية فسوف يتحمل تكلفتها ولكنه سيكسب شهرة تعود عليه بمكاسب كبيرة فيما بعد .. و على اي حال و هذا هو الأهم يراهن على تراجع الشركة.

هذه معضلة فعلا و حلها الوحيد هو استمرار الشركة في القضية فحتى و لو لحقت بها خسائر ، فان هذا سيخفض في المستقبل عدد القضايا التي سيرفعها هؤلاء المحامين الأفاقين ..
كن شجاعا سيدي المدير ... انت الرابح في مباراة الفراخ القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق