كانت نوكيا الشركة رقم واحد في مبيعات وإنتاج الهواتف في العالم ، وسيطرت على اكبر حصة في السوق. لم يكن هناك أي منافس لها على الإطلاق. وارتفعت ارباحها ، وزادت مبيعاتها و تربعت هي و فنلندا على عرش قلوب المستهلكين .
اليوم ، خرجت نوكيا بالضربة الفنية من مبارة الهواتف على أيدي لاعبين كبار أمثال أبل و سامسونج ، وهي تبحث الان عن سبل لاستعادة هيمنتها على السوق.
سقوط نوكيا يشبه الى حد كبير سقوط الإمبراطورية العثمانية التي سادت العالم فاستكانت وتوقفت عن التطوير و زين لها غرورها انه لن ينازع ملكها احدا .. و استيقظت على ذئاب ينهشون من لحمها كل يوم قطعة ، ودخلت البحرية الانجليزية و الفرنسية الى الآستانة بعد تولي السلطان عبد الحميد الثاني العرش . و اخيرا بزغ نجم اتاتورك و تنازل بموجب اتفاقية لوزان عن اراضي الدولة العثمانية غير التركية .
و دون الدخول في تفاصيل كثيرة ، يمكن للشركات و الدول و الأفراد ان تتعلم كثيرا من سقوط الامبراطورتين ، و تتجنب اخطائهما. و يمكن ، سريعا، استخلاص اربع دروس مهمة :
١- لا تتوقف عن التطوير و التطور : التوقف يحفر قبرك. ماساة نوكيا انها رفضت نظام " الأندوريد" و اعتبرته بدعة و موضة يمكن تجاهلها. و كذلك عانت الامبراطورية العثمانية بعد مرحلتي " التاسيس" و التوسع من مرحلة " الركود " من ١٦٨٣ الى ١٨٢٧.وساد الجمود العلوم الطبيعية و الدينية ، و كذلك استراتيجيات تحريك الجيوش و ادارتها .
٢- لا يخدعك الظن أبدا انك غير قابل للسقوط :اذا كانت نوكيا قد سقطت و الدولة العثمانية قد هوت ، فما الذي يمنعك؟
٣-التشخيص المبكر للمشاكل: يساعد على الحل السريع حيث ظل ملوك نوكيا يتجاهلون الانخفاض التدريجي في مبيعاتهم. اما في الامبراطورية العثمانية فقد ادى احتجاب السلاطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم و ابتعادهم عن جيوشهم ، والاتكال على وزراء جهال الى فقدانهم البوصلة و عجزهم عن ادراك مكمن المشاكل مبكرا.
٤- توقع دائما ظهور منافسين اقوياء : فبينما كانت أبل و سامسونج يعملان على دراسة السوق و توسيع حصتهما في السوق، كانت نوكيا مشغولة بالاحتفالات السنوية لقيامها .اما الامبراطورية العثمانية فقد استخفت بقدرات الرعايا الأوربيين و دهائهم فلم تقدر مدى خطورة الامتيازات السخية التي قدمتها لهم ، و مدى قدرة هذه الدول على منازعة نفوذها في يوم من الأيام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق