السبت، 13 أغسطس 2016

شؤم " الربيع " على الثورات : ربيع الامم الأوربية


شهدت أوربا في عام ١٨٤٨ موجة من الثورات المتتالية التي بدأت في باريس  و انتشرت منها كالنار في الهشيم الى ميلان و فينسيا و فيينا لتشمل  باقي أوربا في شهور قليلة  ..  و لقد اسماها المؤرخون ثورات الربيع الأوربي ..
انطلقت هذه الثورات بشكل تلقائي دون قواد او زعماء او ايدولوجيا  من ورائها سعيا  وراء تحقيق العدالة الاجتماعية و المطالبة بالديمقراطية من خلال تغيير النظم الإقطاعية القائمة ..و كان العامل الأساسي في سرعة انتقال هذه الثورات هو " التكنولوجيا " حيث كان اختراع المحركات البخارية و ما تبعه من سرعة الانتقال اثرا كبيرا على نقل الأفكار ( مثل الانترنت في الربيع العربي ).
في اول انتخابات برلمانية لمعظم هذه الثورات اختارت  الشعوب  نوابها من اكثر الفئات رجعية و تحفظا ، و الذين  اعتبروا ان الليبراليين و القوميين هما الخطر الحقيقي على شعوب القارة   لدرجة ان احد " المؤرخين " بيير جوزيف برودون" وصف هذه الانتخابات  بأنها " كانت اقتراعا للثورة  المضادة"  ... وهذا يذكرنا بعبقرية الشعب المصري و التونسي الذين أتيا بالاسلاميين برلمانا و رئيسا في اول انتخابات اجراها الشعبان  بعد ثورتهما .
وبعد عام واحد فقط فشلت كل هذه الثورات و عادت كل النظم الملكية  الاستبدادية للحكم ..

نصيحة لأي شعوب ستقوم  بثورات جديدة لا تسموها  ربيعا أبدا .. انه و صف شؤم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق