شهدت أوربا في عام ١٨٤٨ موجة من الثورات المتتالية التي بدأت في باريس و انتشرت منها كالنار في الهشيم الى ميلان و فينسيا و فيينا لتشمل باقي أوربا في شهور قليلة .. و لقد اسماها المؤرخون ثورات الربيع الأوربي ..
انطلقت هذه الثورات بشكل تلقائي دون قواد او زعماء او ايدولوجيا من ورائها سعيا وراء تحقيق العدالة الاجتماعية و المطالبة بالديمقراطية من خلال تغيير النظم الإقطاعية القائمة ..و كان العامل الأساسي في سرعة انتقال هذه الثورات هو " التكنولوجيا " حيث كان اختراع المحركات البخارية و ما تبعه من سرعة الانتقال اثرا كبيرا على نقل الأفكار ( مثل الانترنت في الربيع العربي ).
في اول انتخابات برلمانية لمعظم هذه الثورات اختارت الشعوب نوابها من اكثر الفئات رجعية و تحفظا ، و الذين اعتبروا ان الليبراليين و القوميين هما الخطر الحقيقي على شعوب القارة لدرجة ان احد " المؤرخين " بيير جوزيف برودون" وصف هذه الانتخابات بأنها " كانت اقتراعا للثورة المضادة" ... وهذا يذكرنا بعبقرية الشعب المصري و التونسي الذين أتيا بالاسلاميين برلمانا و رئيسا في اول انتخابات اجراها الشعبان بعد ثورتهما .
وبعد عام واحد فقط فشلت كل هذه الثورات و عادت كل النظم الملكية الاستبدادية للحكم ..
نصيحة لأي شعوب ستقوم بثورات جديدة لا تسموها ربيعا أبدا .. انه و صف شؤم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق