للولادة الام رهيبة، و مع هذا تكررها النساء ، ضاربة بهذا الالم عرض الحائض.
لماذا ؟ الا يخافن الالم ؟ سؤال تردد في عقولنا نحن الرجال الاف المرات.
و للإجابة على هذا السؤال، توجد تجربة بسيطة في علم النفس اجراها العامل الشهير دانيال كانيمان ، تساعدنا في فهم هذه الظاهرة ، والتي يمكن تلخيص خطواتها فيما يلي :
١- وضع الأفراد الخاضعين للتجربة أيديهم في ماء مثلج ( مؤلم ) لمدة ٦٠ ثانية.
٢- وضع نفس الأفراد أيديهم في ماء مثلج ( مؤلم ) لمدة ٦٠ ثانية ، يعقبها ٣٠ ثانية اخرى يتم فيها رفع درجةً حرارة الماء بحيث تنخفض درجة الالم بشكل معقول .
سأل كانيمان الأفراد اي تجربة تحبون إعادتها ؟
لعلكم تتوقعون الاولى بكل تأكيد!!!
توقع خاطيء ، لقد اختار الجميع التجربة الثانية .
استنتج كانيمان بعد تكرار التجربة مرات عديدة ان الناس يتذكرون دائما اللحظات الاخيرة من خبراتهم ، و من ثم فإنه في الحالة الاولى يتذكروا الالم ، و في الثانية يتذكروا " درجةًمخففة من الالم"، و لهذا يختارون تكرار التجربة الثانية ( ٦٠ ثانية الم كبير+ ٣٠ ثانية الم مخفف).
و ينطبق نفس الشيء على تجربة الولادة عند المرأة فان اخر ما يتذكرونه هي لحظة الإنجاب ومجيء الطفل بما يحمل هذا من شعور بالسعادة يغطي على المعاناة التي شعرتها اثناء الولادة.
وتسمى هذه الظاهرة ، والتي نقيم على اساسها معظم اختياراتنا، قاعدة نهاية القمة Peak-end rule ،والتي تعني اننا لا نحكم على التجربة بمقدار ما نشعر به أثناءها كليةَ، و لكن بما نشعر به في نهايتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق