My rating: 3 of 5 stars
عزاءات الفلسفة
في ظل عالم مليء بالإحباطات و الفقر و الكراهية، تمنحنا الفلسفة و الفلاسفة تهدئة و سلوانا. ولقد انتقى المؤلف ٦ فلاسفة: ثلاثة من القدماء و ثلاثة محدثين، و قسم كتابه الى ٦ فصول او بالأحرى تأملات تنزل على قلوبنا و عقولنا بردا و سلاما و تعلمنا دروسا هامة تساعدنا في سعينا في هذه الحياة.
و لقد بدأ الكاتب مؤلفه بسقراط العظيم ليعلمنا كيفية مواجهة تلك اللحظات التي تشعر فيها ان العالم باجمعه ضدك ، أسوة بسقراط الذي تمسك برأيه حتى عندما وقفت اثينا كله ضده تتهمه بتدمير عقول الشباب.
و انتقل بعد ذلك لابوقراط ليعلمنا ان الفقر ليس معوقا انام السعادة، و ان كل احتياجاتنا لو حللتها الى مكوناتها البسيطة لاكتشفت ان ما يشبعنا و ما يسعدنا هو القليل.
وبعد ذلك أتى إلينا " سينيكا" ليعلمنا ان لا ننتظر كثيرا من هذا العالم و ان الإحباطات التي تواجهنا ترجع في معظمها الى ان ارتفاع سقف توقعاتنا من العالم من حولنا . و حتى ننجو بانفسنا من الام الإحباطات علينا ان نعود النفس على تخفيض مستوى توقعاتنا الى الحد الأدني.
وتحول الكاتب الى " مونتين" ليعلمنا ان الكثير منا قد يشعر بالخجل لوجود نقص ما في حياته علميا او ماديا او جسديا،مما يخلق لنا معاناة شديدة و يدفعنا الى الانغلاق و الاختباء خجلا من حولنا. و هذا خطأ بين فان ما نشعر به كأنه ماساتنا المفردة يشاركك فيها العالم باجمعه، فمهما كان النقص الذي تعانيه فهناك الملايين مثلك.
و بعد ذلك ياتي شوبنهور ليعلمنا ان الفشل في الحب و التعاسة فيه امر طبيعي و الطبيعة ليس في خططها أسعادنا، امانيتشه فقد جاء ليعلمنا ان لانحكم او نيأس من كم الصعوبات التي نواجهها في حياتنا فالصعوبات التي نتغلب عليها هي طريقنا نحو تحقيق ذواتنا .
و في النهاية هو كتاب جميل سهل للمبتدئين في قراءة الفلسفة، و معالجة غير تقليدية للمواضيع الفلسفية.
و اعتراضي الوحيد عليه ان يشبه في احيان كثيرة كتابات دعاة. التنمية البشرية مثل ابراهيم الفقي و غيره.
View all my reviews
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق