الخميس، 17 نوفمبر 2016

نظرية الاصابع الخفية


لا يمكن اعتبار نظريات المؤامرة والاصابع الخفية التي تحرك الأحداث في العالم كعرائس المارونيت ظاهرة جديدة باي حال من الأحوال . فلقد عرف العالم على مدار تاريخه قصصا مؤامراتية متنوعة  شملت جماعة الايلومناتي و الماسونيين  و حكماء صهيون و ناسا والغزو الاسلامي للعالم  . و لكنها قصص تخبو ثم تعاود الظهور في موجة شديدة جديدة كما حدث بعد احداث هدم البرجين في سبتمبر ٢٠١١.

يُؤْمِن الناس بهذه النظريات لاسباب عديدة على رأسها ان نظرية المؤامرة تعطي تفسيرا منظما لكافة الأحداث و تضفى معنى على الفوضى و غموض الرؤيا  الذي يصاحب الأحداث التاريخية و الانسانية بطبيعتها. و يأتي هذا امتدادا لقدرة العقل على رؤية أو  تقريب الأشكال الغريبة إلى أخرى مألوفة حتى يتمكن من فهمها بشكل أفضل .ويرى كارل ساجان أن هذه القدرة ساعدت  البشر، عبر تاريخهم التطوري ، على تمييز الوجوه  في جزء من الثانية  للتعرف على الحلفاء و الأعداء لان السرعة هنا هي الفارق بين الحياة و الموت.

تكمن خطورة نظرية المؤامرة  في توظيفها اعلاميا من قبل رجال السياسة حيث كانت مبررا قويا على سبيل المثال لاقناع الشعب الامريكي و الأوربي باهمية الحرب على الاٍرهاب و غزو العراق و ترتب على هذا موجة الكراهية الشديدة للإسلام و المسلمين التي نراها ( الإسلاموفوبيا ). كما ظهرت ايضا نظرية للمؤامرة على الجانب المضاد تتهم الغرب وأمريكا بالرغبة في تدمير الاسلام و المسلمين و التامر على دوله و الرغبة في تقسيم العرض و العباد.

ينتقل اثر النفخ الإعلامي باسم نظرية المؤامرة الى سلوكيات  الأفراد بسرعة كبيرة ، ففي النرويج وهي دولة هادئة لا تسمع فيها كلمة نابية حنى في الطرقات ارتكب  شابا  اسمه اندز برفييك  فيي ٢٢ يوليو عام ٢٠١١  مذبحة كبيرة. قتل فيها اكثر من ٧٧ شابا نرويجيا و اجنبيا كانوا يقيمون في احد المعسكرات الصيفية في جزيرة يوتويا بالنرويج . ووفقا للمنشور الطويل الذي رفعه الشاي على الانترنت تحدث بريفييك عن ان وحود مؤامرة كبيرة  يدبرها المسلمون للقضاء على الحضارة الغربية  وغزو اوربا و العالم. قابل هذا اعمال قتل و مذابح في باريس و لندن.

كل هذه الأحداث تدق ناقوس الخطر بشدة امام اعيننا جميعا في الداخل و الخارج و تشير بما لا يدع مجالا للتهاون الى  ان اللعب بخيوط نظريات المؤامرة يخلق سفاحين على جانبي كل قضية و مذابح لأجيال من الأبرياء . 

اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق