صورة الشاب المصري الذي كان يتظاهر في " جمعة الارض هي العرض "على لوح التزلج ذكرتني بمشهد مماثل في احد قصص الخيال العلمي لتظاهر شاب أمريكي وهو "يرقص الباليه " . كلاهما كان يتحرك بخفة كاسرا حاجز الخوف و ممجدا للحرية .
جاء هذا المشهد في قصة قصيرة اسمها " هاريسون بيرجسون للأديب الامريكي الرائع كيرت فونكوت .
تقول القصة ، و هي من نوع أدب ال Dystopia ، انه في عام ٢٠٨١ ، كان النموذج " الطبيعي المقبول" للإنسان من وجهة نظر الجنرال الحاكم هو "المعاق"، فسن التشريعات التي تلزم كل شخص ارتفع ذكاءه عن المتوسط بزرع جهاز صغير في أذنيه يصدر ضجيجا كلما حاول التفكير ، ويرتدي صاحب الوجه الحسن قناعا مخيفا يحجب ملامحه ، و يعلق صاحب الجسد الرشيق " كيسا"حول رقبته ليثقل من وزنه .
استخدم الجنرال الحاكم " الضوضاء " كاداة التحكم الرئيسية في شعبه ، فاذا حاول احد من الناس التفكير تضرب أذنيه احد الأصوات ، و التي تتنوع بين زجاج يتكسر او سيارات تتصادم او " سارينات" اسعاف .
ويستعمل التلفزيون في غرس صورة "الطبيعي و المقبول" في صدور الناس ، و الترهيب من العقاب الذي يلحق بكل شاذ يحيد عن ذلك .. هذا الى جانب الإلهاء و التسلية حتى بات التلفزيون كأنه " بروزاك" مضاد الاكتئاب الشهير.
انصاع الجميع للحاكم الا ذلك الشاب الوحيد الذي كسر حاجز الخوف ،و نزع اجهزة الضوضاء من أذنه و ألقى من على رقبته كيس الأثقال .
هرب الشاب ليرقص مع فتاة الباليه اثناء العرض التلفزيوني بعد ان نزع عن وجهها القناع فظهر جمالهما الرائع و مدى رشاقة جسديهما .... رقصا الاثنان تمجيدا للحرية ...
لكنهم قتلوهما ايضا على شاشة التلفاز ..
الغريب ان أمه التي شاهدت مشهد رقصه و مقتله لم تعد تتذكره على الرغم من حبات الدمع التي لازالت تجري من عيونها .. اما ابوه فقد منعه الضجيج من التفكير."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق