الأحد، 5 يونيو 2016

مشهد من الخيال العلمي في جمعة " الارض "


  صورة الشاب المصري  الذي كان يتظاهر  في " جمعة الارض هي العرض "على لوح التزلج  ذكرتني بمشهد مماثل في احد قصص الخيال العلمي لتظاهر شاب أمريكي وهو  "يرقص الباليه "   . كلاهما كان يتحرك بخفة كاسرا  حاجز الخوف و ممجدا للحرية .

جاء  هذا المشهد في قصة قصيرة اسمها  " هاريسون بيرجسون للأديب الامريكي الرائع كيرت فونكوت .
تقول القصة ، و هي من نوع أدب ال   Dystopia ، انه في عام ٢٠٨١ ، كان  النموذج " الطبيعي المقبول" للإنسان من وجهة نظر الجنرال الحاكم هو  "المعاق"،  فسن التشريعات التي تلزم كل شخص ارتفع ذكاءه عن المتوسط  بزرع جهاز صغير في أذنيه يصدر ضجيجا كلما حاول التفكير ، ويرتدي صاحب الوجه الحسن قناعا مخيفا يحجب ملامحه ، و يعلق صاحب الجسد الرشيق " كيسا"حول رقبته ليثقل من وزنه .

استخدم الجنرال الحاكم " الضوضاء " كاداة التحكم الرئيسية في شعبه ، فاذا  حاول احد من الناس التفكير تضرب أذنيه احد الأصوات  ،  و التي تتنوع بين زجاج يتكسر او سيارات تتصادم  او " سارينات" اسعاف .  
ويستعمل التلفزيون في غرس صورة "الطبيعي و المقبول"  في صدور الناس ، و الترهيب من العقاب الذي يلحق بكل شاذ يحيد عن ذلك .. هذا الى جانب الإلهاء و التسلية حتى بات  التلفزيون كأنه " بروزاك" مضاد الاكتئاب الشهير.
انصاع الجميع للحاكم الا ذلك الشاب الوحيد الذي كسر حاجز الخوف  ،و نزع اجهزة الضوضاء من أذنه و ألقى من على رقبته كيس الأثقال .

هرب الشاب ليرقص مع فتاة الباليه اثناء العرض التلفزيوني بعد ان نزع عن وجهها القناع  فظهر جمالهما الرائع و مدى رشاقة جسديهما .... رقصا الاثنان تمجيدا للحرية ...
لكنهم  قتلوهما ايضا على شاشة التلفاز  ..

الغريب ان  أمه التي شاهدت مشهد رقصه  و مقتله لم تعد تتذكره  على الرغم من حبات الدمع التي لازالت تجري من عيونها .. اما ابوه فقد منعه الضجيج من التفكير."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق