احد مصائب أنظمة الحكم الديكتاتورية انها تغمرك بالشعارات و الأفكار المغلوطة و البروبجاندا البغيضة. و حتى لو لم تكن تهتم بالسياسة مثلي ، فمن الصعب الهروب من كل هذه المغالطات التي يكررها الساسة عليك و على محيطك ليل نهار، و للإنصاف الهروب ايضا من لهيب كليشيهات و تفسيرات المعارضة. و الحقيقة ان الهروب لن يتأتى الا باستقلال تفكيرك و صناعة افكارك بنفسك.
رواية جورج ارويل ١٩٨٤ كانت تحكي عن مجتمع محروم من التفكير المستقل على ايدي وسائل اعلام طاغية تستخدم لغة موجهة تقييدية خانقة ، و بمرور الوقت اسقط النظام الحاكم ألفاظا كثيرة من لغة هذا المجتمع، ووضع تعاريفا جديدة للبعض الاخر من الكلمات ، و ذلك لاضعاف عقول الناس و قدراتهم على مقاومة أفكار هذا النظام . و لقد نجح في ذلك حتى اصبح الناس يقبلون طوعا ان " الحرب هي السلام ، و الحرية هي العبودية، و الجهل قوة".
و لا خلاف على انه يوجد جانب كبير من الحقيقة في رواية أورويل، و هو اننا نحتاج الى التفكير المستقل بعيدا عن طغيان اعلام الطغاة و صراخ المعارضة لان الغرق في فيضان افكارهم يفقدنا القدرة على التعلم من الماضي او فهم الحاضر او توقع المستقبل .
و احد طرق الوصول الى التفكير المستقل الواضح بنفسك و لنفسك هو قراءة الكتب و فصل نفسك مطلقا عن وسائل الاعلام .
و اذا كان البعد عن الانترنت طلب غير واقعي من وجهة نظري ، فعلى الأقل علينا ان نوسع دائرة ما نطلع عليه ، و بمعنى أصح الخروج من دائرة الاصدقاء و المتابعين التقليديين الذين يقولون ما يوافق هواك حتى لا نظل جميعا نكرر نفس ما نسمعه. .. انطلق الى الفضاء الاوسع المتنوع … و لكن قلل فترة تعرضك لشبكات التواصل الاجتماعي تناسبا مع فترة قرائتك ، و لتكن النسبة ١: ٥ مثلا .
و احسب ان الكتب هي افضل طريقة تجعلك تفكر بشكل مستقل، و مطلعا على الحداث لانها تعرض ((سياق)) الأحداث ، و تكشف عن الكثير من المساحات الرمادية بين الأسود و الأبيض .
اقرأ حتى و لو الف ليلة ، او قصص هاري بوتر ، فجميعها تنقل إلينا رسائل تنويرية .. اقرأ حتى كتب الأطفال التي قد فاتك قراءتها و انت صغير ..
اقرأ …. بالكتب نقاوم الطغيان …و هذا اضعف الايمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق