هذه ليست تعويذة سحرية قالتها " هرميوني الجميلة" في روايات هاري بوتر لكنها كلمات لاتينية تستخدم في القانون الانجليزي بمعنى قانون الثأر او مبدأ العين بالعين و السن بالسن.
تعود أصول هذا المبدأ في تطبيق العدالة الى قانون حمورابي و العهد القديم (سفر التثنية و الخروج و Levicutus، و استمر في المسيحية ، و احتضنه الاسلام غير انه شجع على تجاوزه و التسامي عليه .
و لهذا المبدأ ايضا جذور داخل النفس البشرية التي لا يشفي غليلها الا هذا النوع من الانتقام.
و على الرغم من قسوة هذا النوع من العقاب ، فان ظهوره كان فكرة عقلانية استهدفت تحقيق التوازن بين حجم العقاب و حجم الجريمة، فمن غير المعقول ان تقتل قبيلة في مقابل مقتل شخص واحد.
و اذا كانت هذه النوعية من العقوبات احد جوانب التعامل مع مسألة العدالة ، فان الجانب الأهم من وجهة نظر المجتمع هو الردع و منع تكرار الجريمة سواء من قبل المتهم نفسه او من قبل الاخرين .
و لقد روى مرة جيرمي بنثام، الفيلسوف الانجليزي العظيم، و هو احد المعارضين الكبار لهذا الاسلوب الثأري في العقاب قصة الاب الأيرلندي الذي قدموا اليه راس ابنه الثائر بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه ، فقال كمدا ان لابنه الف راس كهذه. و يعني هذا ان هذه العقوبة الشديدة من شانها زيادة حجم الجريمة وليس ردعها .
النقطة هنا هي ان العقوبة ، و ان كانت تبدو متناسبة مع الجريمة في هذا السياق، الا انها قد تخلق مزيد من الاضطراب الاجتماعي، و ردود افعال انتقامية اخرى .
انا ب احكي الحكاية الطويلة دي علشان انبه ان الأحكام القاسية التي نشاهدها على ساحات القضاء لدينا ، و التي حتى لو سلمنا بعدالتها ، قد لا تخلق ردعا، بل تؤدي الى مزيدا من التمرد و الثورة و الارهاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق