استغرقت أمس وقتا طويلا في شرح نقطة معينة لأحد الموظفين المبتدئين تفرعت فيه من الأصول الى الفروع برشاقة مايسترو اوركسترا برلين حتى أوفيت الموضوع حقه.
و كانت صدمتي انه لم يفهم بل تيقنت انه لا يتوافر لديه حتى القدر اليسير من المعارف العامة . كرهته!!
أعدت النظر فيما حدث عند عودتي الى البيت ، فكرهت نفسي !! انا ايضا مصاب بلعنة " الخبير" curse of the expert، و كنت أظن نفسي محصنا.
و حقيقة هذه اللعنة ان الخبير يغرق احيانا في بحر خبراته لدرجة انه ينسى ما معنى ان تكون مبتدئا من حيث مقدار ما تعرفه، و ما تشعر به. و تؤدي هذه الفجوة في ذاكرته الى فجوة في التعاطف بينه و بين المبتدئين، بل و فقدان القدرة على التواصل معهم.
و يفسر هذا لماذا لا يصبح افضل اللاعبين الكبار احسن المدربين ، و يفشل معظم علماء الفيزياء في شرح ابسط قواعدها .
الخبراء اسوء معلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق