حاولت الحكومة الروسية تشويه سمعة احد المدونين الروس الذي عرف بانتقاده الشديد لبوتين و سياسته، فنشرت له صورة فوتوغرافية مزيفة باستعمال " الفوتوشوب" واقفا بجوار احد المليونيرات الروس الهاربين و المعادين لبوتين. ارادت الحكومة ان توضح للناس ان هذا المدون فاسد ايضا ويحصل على أموال من هذا المليونير لتمويل حملاته.
نشر المدون ، و اسمه Navalny هذه الصورة على المدونة التي يطالعها الاف المعجبين، فلاحظها المصور الأصلي ، فأرسل الصورة الأصلية الى ناڤلني، و الذي نشرها بدوره على المدونة فاضحا الحكومة.
الظريف ان متابعي "ناڤلني" اخذوا صورته هذه ، و صنعوا منها صور كوميدية عديدة ( (meme مرة مع فضائي و مرة مع هتلر و مرة مع ارنولد شوارزنجر ،و امتلأت روسيا كلها ضحك و سخرية من النظام الحاكم.
تذكرني هذه القصة بما فعله الشباب باستخدام " الفوتوشوب" مع صورة الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان و هو يعلن بيان تنحي الرئيس مبارك إبان ثورة يناير الدون كوشيتية، حيث امتلات مصر ضحكا و سخرية من النظام و افراده.
ما حدث هنا و في روسيا و في دول عديدة يعكس اثر التكنولوجيا الخطير في التعبير عن مشاعر الناس و صياغتها ، و في توحيد أساليب الشباب في التعامل مع العديد من القضايا ، توحيد غير متعمد او مدفوع بمنظمات عالمية تآمرية او خطط يهودية ماسونية ، و لكنه يرجع بشكل جوهري الى وحدانية التكنولوجيا و التي بدورها تقرب بين الثقافات و العقول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق