ترجع أصول الاحتفال بيوم الميلاد الى ما قبل ديانات التوحيد بكثير ، فكان البشر الاوائل من عبدة الأرواح و الآلهة المتعددة يقومون بابعاد الأرواح الشريرة عن طريق الضجة التي يثيرها الأصدقاء و الأهل حول المولود ، و يضيئون الشموع ليراها الأرباب في السماء و يسمعون دعوات أصحابها عند إطفاءها.
و ارتبطت أعياد الميلاد نفسها بعلوم النجوم و التنجيم حيث لم يكن من المستطاع الاحتفال بها دون القدرة على رصد هذا اليوم فلكيا و متابعة تكراره . و لذلك ظهر الاحتفال بها في الحضارات المتقدمة في علوم النجوم في مصر و أراضي بين النهرين و غيرها ، وكانت تعد مناسبة لاستطلاع طالع و مستقبل صاحب الميلاد في هذا اليوم وفقا لمواقع النجوم و الأبراج. و لم يكن يقدر على نفقات تسجيل ذلك الميلاد و الاستعانة بعلماء النجوم و المنجمين الا الأغنياء و القادرين من الناس.
و لقد كانت اليهودية و المسيحية في أوائل عهدها تنفر بشدة من أعياد الميلاد لارتباطها بعادات الوثنييين و عُبَّاد النجوم ، و لم يرد ذكر للاحتفال باعياد الميلاد في الكتاب المقدس الا مرتين الاولى عندما احتفل فرعون يوسف بعيد مولده و شنق الخباز صاحب يوسف في السجن ( او صلبه حسب النص القرآني) ، و الثانية عندما قام الملك هيرود بقطع رقبة يوحنا المعمدان.
اما الاسلام فانه و ان كان يجري الاحتفال بيوم الميلاد نفسه ( عقيقة) ، فان أعياد الميلاد نفسها كان المسلمون الأوائل لا يعرفونها ، و نظرا لارتباطها بعلوم النجوم و التنجيم تجنبوها ،بل و هناك بعض المتشددون من حرمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق