لعل الكثيرون منكم لاحظ مثلي مدى سعادة " زقططة" الناجح في احد الامتحانات و التي نجى فيها بأعجوبة من الرسوب ، مقارنة بالفرحة المنقوصة لدى الاخر الحاصل على جيد جدا و قارب بدرجاته من الحاصل على امتياز.
و لعل المتابعون منكم للدورات الالعاب اولمبية رصد مثلي من خلال اللقاءات التلفزيونية ان الفائز صاحب البرونزية اكثر سعادة من صاحب الفضية. ترى ما هو سبب ؟
للإجابة على هذا السوؤال قام ثلاثة من علماء النفس : فيكتوريا ميدفتش وتوماس جيلوفيتش من جامعة كورنيل، وسكوت مادي من جامعة توليدو بإجراء دراسة في عام ١٩٩٥ حول الميداليات الأولمبية ، و التي أكدت على صحة هذه الظاهرة من خلال عدد كبير من المشاهدات ، و ارجعت تفسيرها الى ما أسموه " فكر الواقع البديل counterfactual thinking"، و التي توصلوا اليها بعد مراجعة اعداد كبيرة من اجابات اصحاب الميداليات الأولمبية.
يعني هذا ان الناس لا تقارن انجازاتها على أساس موضوعي لكن تقارنه مع ما كان ممكن ان يحدث لو سارت الأمور بشكل مغاير، فنجد ان صاحب الفضية يفكر دائما انه كان قريب جدا من الميدالية الذهب و بقدر قليل من التوفيق كان يمكنه الحصول عليها ، فتسرق هذه الفكرة بعضا من فرحه، اما صاحب الميدالية البرونزية فيقارن بالذي قبله الذي لم يتمكن من تحقيق اي ميدالية.
و كذلك الناجح "بالعافية" يقارن نفسه بالراسب فيسعد بينما يقارن صاحب الجيد جدا بصاحب الامتياز فيتحسر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق