هل هناك من يحدثك داخل رأسك

"لم يكن من المفروض ان تقول هذا!  .. كيف قبلت تلك الاهانة التي وجههتا لك الحيزبون! .. كان يجب ان تنصرف بشكل اكثر لباقة.. متى تنعكس ثقافتك هذه في فهم اكثر للناس  " ذلك هو الصوت الذي يتردد في رأسك لو كنت مثلي تعاني من ذلك الحوار الداخلي المستمر.
ذلك الصوت الذي حول حياتك الى مرار .. ذلك الصوت الذي يحسسك بالندم على كل تصرف فعلته او كلمة قلتها .. ذلك الصوت بداخلك الذي يضع لك سيناريو بديل لكل افعالك .انا هنا لا أحدثك عن هلوسة سمعية او حالة من الاضطرابات الذهانية .. هذه حالة تنتشر عند اغلب الناس، وبعيدة كل البعد عن المرض النفسيى.

كانت اول محاولة لدراسة هذه الظاهرة على ايد عالم النفس الروسي ليف ڤيجوتسكي حيث لاحظ نشاط في الحنجرة  اثناء هذا الحوار الداخلي، ومع تقدم علم الاعصاب كشفت العديد من الدراسات في أوائل التسعينات عن وجود نشاط في منطقة ال Borca في المخ ، و هي المنطقة المسؤولة عن الكلام داخل المخ اثناء الحوار الداخلي.
الغريب ان في دراسة اجريت في عام ٢١٠٢ اثبتت ان نشاط المنطقة المسؤلة عن الكلام في المخ يكون اقل في حالة الهلوسة السمعية منه في حالة " الصوت الداخلي" و يمكن هذا الذي يجعل الشخص في الحالة المرضية يشعر ان هذا صوت شخص او كائن اخر و ليس صوته بينما  يشعر الشخص السليم عندما يستمع الى صوته الداخلي ان هذا صوته . و هذا هو الفارق بين المرض و الصحة.
اذا كنت مثلي  فلا تخشى شيئا فلست مريضا،  فلازال الدراسات مستمرة للكشف عن غموض هذا الحديث الداخلي.